إعلان تشكيل جيش للمعارضة السورية في ريف حلب

دمشق- أعلنت الحكومة السورية المؤقتة التابعة للمعارضة عن تشكيلها الجيش الوطني السوري في ريفي حلب الشمالي والشرقي، واعتبرت المنطقتين النواة الأولى في تأسيس الجيش.

وحسب بيان الحكومة، فإن الجيش سيكون بقيادة هيئة أركان عامة تضم ضباطا منشقين عن قوات النظام، ويتكون من ثلاثة فيالق.

من جانبه، قال العقيد هيثم عفيسي نائب رئيس هيئة أركان الجيش للجزيرة إن مهمة الجيش ستكون الدفاع عن ثوابت الثورة والحفاظ على سوريا موحدة وإسقاط النظام.

وكانت المعارضة السورية أسست الجيش السوري الحر في 29 يوليو/تموز 2011 تحت قيادة العقيد المنشق رياض الأسعد الذي حدد عقيدة الجيش الجديد في “الدفاع عن الوطن والمواطنين من جميع الطوائف”، معتبرا أنه “النواة الحقيقية لتشكيل جيش حقيقي لدولة الحرية والديمقراطية لـسوريا المستقبل” بعد الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد.

ومع مرور الأيام أصبح الجيش الحر لاعبا مؤثرا وارتفع عدد الملتحقين بصفوفه وغالبيتهم من منشقي الجيش النظامي الذين رفضوا أوامر بإطلاق النار على المتظاهرين، وقرروا الانضواء في كتائب منظمة لحماية الأهالي من هجمات قوات الجيش والأمن ومليشيات النظام.

يأتي ذلك فيما أرسلت فصائل المعارضة السورية تعزيزات إضافية لمواجهة تقدم قوات النظام بريفي حماة وإدلب وسط وشمال البلاد.

وتدور اشتباكات طاحنة في المناطق الحدودية بين ريفي المحافظتين وسط قصف جوي مكثف إثر هجوم واسع بدأته قوات النظام والمليشيات الموالية له وتمكنت خلاله من التقدم داخل الحدود الإدارية لمحافظة إدلب المعقل الرئيسي للمعارضة والمشمولة باتفاق خفض التصعيد، وقد تسبب القصف والمعارك بحركة نزوح واسعة للسكان.

وقال القائد العسكري في حركة نور الدين الزنكي عبد الرزاق عبد الرزاق إن حركته أرسلت رتلا عسكريا مكوّنا من آليات ثقيلة ورشاشات ومقاتلين مشاة إلى ريف حماة أمس السبت لصدّ هجوم قوات النظام والمليشيات الموالية له، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية عنه.

وأوضح أن مقاتلي الزنكي سوف يقاتلون على جبهة واحدة وضمن غرفة عمليات مشتركة تضم جميع فصائل المعارضة.

وفي السياق أكد مصدر في المعارضة السورية إرسال عدد من الفصائل تعزيزات عسكرية إلى محافظتي إدلب وحماة، وأوضح أن كتائب المعارضة استعادت السيطرة على منطقة تل سكيك بعدما شنت هجوماً معاكسا أمس على المنطقة التي سيطرت عليها قوات النظام في وقت سابق مدعومة بمليشيات محلية وأجنبية.

وأشار المصدر إلى مقتل وجرح العشرات من قوات النظام التي ردت بقصف كثيف من نقاط تمركزها في قرى أبودالي والمشيرفة، وتل مرق بريف إدلب الجنوبي الشرقي.

في المقابل قالت مصادر إعلامية مقربة من النظام إن قواتها وما سمتها القوات الرديفة سيطرت على بلدة عطشان وتل الزعتر ومزارع النداف بريف إدلب الجنوبي الشرقي المحاذي لريف حماة الشمالي بعد معارك عنيفة مع مقالتي هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى.

وتمكنت قوات النظام أمس السبت من تحقيق تقدم جديد والسيطرة على عدد من البلدات والقرى في إطار هجومها الهادف للسيطرة على ريف إدلب الجنوبي الشرقي وتأمين طريق إستراتيجي محاذ له يربط مدينة حلب، ثانية كبرى مدن سوريا، بالعاصمة دمشق.

وتتركز المعارك التي يرافقها قصف عنيف للنظام وروسيا، في القرى والبلدات الواقعة في ريف حماة الشمالي الشرقي والمنطقة المحاذية لها في ريف إدلب الجنوبي الشرقي.

وأرجع قائد عسكري في جيش العزة التابع لقوات المعارضة التقدم الذي تحققه قوات النظام لاتباعها “سياسة الأرض المحروقة”. وقال إن ست طائرات حربية روسية ومروحيتين لم تفارق سماء المنطقة منذ فجر السبت وشنت عشرات الغارات، مما أجبر فصائل المعارضة على إخلاء قرية عطشان والانسحاب منها.

ودفعت المعارك المستمرة منذ يوم الاثنين الماضي مئات العائلات إلى النزوح من مناطق الاشتباك وتلك المحاذية لها.

وشوهدت عشرات السيارات والشاحنات محملة بالمدنيين وحاجياتهم في طريقها من مناطق الاشتباك ومحيطها باتجاه الريف الشمالي ومدينة إدلب، في وقت نصب فيه بعض النازحين خيماً في مناطق جرداء قريبة من مدينة معرة النعمان بريف إدلب.

وتحدث نازحون عن حالة الذعر التي تعتري أطفالهم عند سماع دوي القصف والغارات.

وخرجت محافظة إدلب الحدودية مع تركيا عن سيطرة قوات النظام منذ عام 2015. وتسيطر هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى على المحافظة.

وشكلت إدلب خلال العامين الماضيين وجهة لمقاتلين معارضين ومدنيين تم إجلاؤهم من مناطق عدة في سوريا قبل أن تستعيد قوات النظام السيطرة عليها.

 

وتوقع محللون أن تشكل إدلب -المشمولة باتفاق خفض التصعيد- الهدف المقبل لقوات النظام وحليفته روسيا بعد الانتهاء من المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

على جبهة أخرى قرب دمشق، كثفت قوات النظام السبت قصفها المدفعي وغاراتها على مناطق عدة في الغوطة الشرقية المحاصرة والمشمولة أيضاً باتفاق خفض التصعيد، مما أدى إلى ارتفاع حصيلة القتلى إلى 14 مدنيا، بينهم طفلان، بعد حصيلة أولية أفادت بمقتل سبعة مدنيين.

وقتل ستة من الضحايا جراء قصف مدفعي على بلدات أوتايا وكفربطنا والنشابية ومسرابا، وقتل الثمانية الآخرون جراء غارات جوية استهدفت مدينة حرستا. وبين القتلى في حرستا ممرض قضى أثناء عمله على إسعاف مصابين جراء غارات سابقة على المدينة.

وتحاصر قوات النظام الغوطة الشرقية بشكل محكم منذ العام 2013، مما تسبب في نقص خطير في المواد الغذائية والأدوية في المنطقة التي يقطنها نحو 400 ألف شخص.

وتم إجلاء 29 مريضا بحالة حرجة من المنطقة على دفعات خلال الأسبوع الماضي مقابل إفراج الفصائل عن عدد مماثل من أسرى النظام كانوا محتجزين لديها بموجب اتفاق مع قوات النظام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
الوطن الخليجية