استمرار المعارك في السودان وجولة ثانية من المفاوضات في جدة
تتواصل المعارك الدامية في السودان وتدخل شهرها الثاني، وشن الجيش غارات جوية الإثنين على الخرطوم، محاولا صد قوات الدعم السريع.
واستعرت المعارك في العاصمة ومدينتي بحري وأم درمان، على الرغم من المحادثات التي توسطت فيها السعودية والولايات المتحدة في جدة بين طرفي الصراع، بهدف تأمين وصول المساعدات الإنسانية والتوصل إلى وقف فعلي لإطلاق النار.
واقتصاديا أصبحت السيولة نادرة، فالبنوك، التي تعرض بعضها للنهب، لم تفتح أبوابها منذ 15 أبريل، فيما سجلت الأسعار ارتفاعا حادا وصل إلى أربعة أضعاف بالنسبة للمواد الغذائية و20 ضعفا بالنسبة للوقود.
وأعلن الجيش السوداني، مساء أمس الثلاثاء، اندلاع اشتباكات مع قوات الدعم السريع في “شمال بحري ووسط العاصمة الخرطوم”.
وقال في بيان، إنه وجه ضربات مركزة على عدد من أماكن تمركزات هذه القوات “نتج عنها خسائر كبيرة في القوات والأسلحة والمركبات”.
وأضاف أن الجيش ألقى القبض على 60 عنصراً من قوات الدعم السريع في شمال أم درمان أثناء فرارهم من اشتباكات شمال بحري عبر نهر النيل.
وأشار البيان إلى أن قوات الدعم السريع “ما زالت مستمرة في ارتكاب مختلف أنواع الانتهاكات من قصف عشوائي للمناطق السكنية في وسط الخرطوم وبحري، ونهب للممتلكات العامة والخاصة وتخريب مرافق الخدمات، حيث قامت بنهب أموال وسيارات حكومية من مكتب كهرباء أبو حليمة بشمال بحري”.
في المقابل اتهمت قوات الدعم السريع الجيش بشن هجوم على مواقعها في شمال الخرطوم بحري.
وقالت في بيان، إن قوات الجيش حاولت، فجر الثلاثاء، مباغتة “ارتكازات قواتنا في منطقة شمال بحري حيث تصدت عناصرنا لها وطاردتها حتى نقطة انطلاقها”، وفق تعبيرها.
وأوقعت الحرب بين قائد جيش السودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو أكثر من 750 قتيلا وآلاف الجرحى، إضافة إلى قرابة مليون نازح ولاجئ.
في جميع أنحاء السودان، أحد أفقر بلدان العالم، يعيش 45 مليون مواطن في الخوف، ويعانون من أزمات غذائية تصل إلى حد الجوع.
والإثنين، أفاد شاهد عيان في العاصمة بتعرض منطقة “شرق النيل في شرق الخرطوم لقصف جوي”، فيما أكد آخر في جنوب العاصمة يبلغ 37 عاما أن “قصف الطيران وضرب المضادات له يجري منذ الثامنة والنصف صباحا.. لم يتغير شيء منذ بداية النزاع”.