اعتقال أمريكي أثناء أدائه العمرة في مكة بسبب مشادة مع عناصر أمنية

في اشارة لارتفاع منسوب التوتر بين واشنطن والسعودية مؤخراً، قامت السلطات السعودية باعتقال المواطن الأمريكي من أصل يمني محمد سالم أثناء أدائه للعمرة في مكة، بعد دخوله في سجال مع شخصين تبين لاحقاً أنهما عميلين سرييّن من قوات الأمن السعودية.

حيث كشف المحامي عبد الله مغني من ولاية ميشيغن أن موكله محمد سالم اقتيد في الأول من نوفمبر الى منشأة أمنية شديدة الحراسة تستخدم عادة لاحتجاز السجناء السياسيين والمشتبه بارتكابهم أعمالا إرهابية.

وبحسب المحامي مغني فإن موكله سالم، وهو أمريكي من أصل يمني يبلغ 63 عاما، إلى السعودية برفقة اثنين من أبنائه لأداء العمرة في مكة المكرمة، على ما أوضح مغني، وهو متحدث أيضا باسم الأسرة.

وفيما كان ينتظر في طابور لدخول الحرم المكي، دخل في سجال حاد مع عناصر الأمن الذين فرّقوه عن ابنيه.

بعدها، اقترب منه رجلان قالا إنهما من ليبيا وسألوه عما حدث.

وأفاد مغني: “في هذه اللحظة، كان محمد حانقا، كان غاضبا جدا. ونفّس عن مشاعره تلك. وقال: لولا مكة والمدينة لكنّا أحرقنا هذا البلد”، مؤكدا تفاصيل الحادث من خلال حديثه إلى أبناء سالم.

واتضح أن الشخصين ليسا سوى عميلين سرييّن. واعتُقل سالم بعدها، بحسب مغني.

ولم ترد السلطات السعودية والسفارة الأمريكية في الرياض على طلب للتعليق على الأمر.

وأوضح مغني أن السفارة الأمريكية زودت أسرة سالم بقائمة محامين يمكنهم العمل على قضيته، لكن أحدا منهم لم يوافق على استلام القضية بعد.

ولا يعرف أقارب سالم إذا كانت السلطات السعودية وجهت إليه اتهامات أم لا.

وازداد قلق أسرة سالم منذ نقله إلى مركز شرطة ذهبان المركزي، حيث سبق لمنظمة العفو الدولية أن وثّقت مزاعم التعذيب عن طريق الصعق بالكهرباء والجلد.

ويسلّط توقيف سالم الضوء على عدم تسامح المملكة الخليجية مع أي معارضة، إذ شهدت مؤخرا صدور أحكام بالسجن لسنوات طويلة بحق مواطنين عاديين لمجرد انتقادهم الحكومة على موقع “تويتر”.

والأسبوع الماضي، أوقفت الأمريكية كارلي موريس لفترة وجيزة على خلفية اتهامها لزوجها السعودي السابق بإجبار ابنتهما على البقاء في البلاد بموجب قوانين الوصاية في الدولة.

وأعرب مغني عن أمله بألا تؤثر الخلافات السياسية الراهنة بين واشنطن والرياض على المعاملة التي يتلقاها موكله سالم.

ودخل الحليفان في خلاف حاد بسبب دفع السعودية لخفض إنتاج النفط، وهو ما اعتبره البيت الأبيض “اصطفافا” إلى جانب روسيا في حربها على أوكرانيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
الوطن الخليجية