التحالف العربي يفاوض الأمم المتحدة عن جرائمه في اليمن ويضغط على الأمير زيد

أعلنت الأمم المتحدة عن إجرائها مباحثات مكثفة مع التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن بشأن عملياته العسكرية، وارتكابه جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان.

 

وقال رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المفوضية السامية لحقوق الانسان محمد النسور إن المفوضية قطعت شوطا في المباحثات مع التحالف في محاولة للابتعاد عن استهداف المواقع والمنشآت المدنية في اليمن.

 

وأضاف النسور:” نحن كمفوضية ننتقد وأقوياء في الانتقاد ولكن في الوقت نفسه هناك حوار” و”المفوضية هي صوت الضحية” فيما يخص الأزمة باليمن وفي غيرها من دول العالم التي تشهد نزاعات وأزمات”.

 

وكان محمد النسور، رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يتحدث على هامش مشاركته في ملتقى دولي حمل عنوان” الاحتلال الاسرائيلي طويل الأمد، وواقع حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967″.

 

ووثق فريق الأمم المتحدة المعني في اليمن ارتكاب مختلف أطراف القتال الدائر في اليمن لجرائم حرب، لكن أكثرها ارتكب على يد القوات السعودية والإماراتية والمليشيا المسلحة التابعة لهم.

 

وفشلت جهود الأمم المتحدة حتى الآن في دفع القوات السعودية والإماراتية خاصة عن ارتكاب المزيد من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.

 

كما لم تتحمل السعودية والإمارات الانتقادات الأممية الخجولة من الأمير الأردني زيد بن رعد المفوض العام لحقوق الانسان في الأمم المتحدة، وشكلت ضغوط كبيرة عليه لترك منصبه.

 

التحالف يضغط على الأمير زيد

وفي سياق متصل، أكد النسور تمسك المفوض العام لحقوق الانسان في الأمم المتحدة زيد بن رعد بعدم التجديد له في منصبه لاعتبارات تتعلق بالتراجع في “حالة حقوق الانسان” في العالم.

 

وقال النسور: “مسألة التمديد للمفوض السامي مرهونة برغبته، وقد أعلن عن عدم رغبته بالتمديد وهو متمسك بها وهذا طبيعي، لأن الأوضاع الاقليمية والدولية ليست مشجعة للعمل في مجال حقوق الانسان”.

 

ومن المفترض أن تنتهي ولاية الأمير زيد بن رعد كمفوض عام لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة في شهر أغسطس/آب القادم، ما لم يجدد له.

 

وعن حقيقة وجود ضغوطات على بن رعد دفعته لعدم الرغبة بالتجديد لولاية جديدة، قال النسور: “الضغوطات موجودة في أي عمل دولي، ونرى التراجع الحاد في مسألة احترام حقوق الانسان، هناك تغليب للمواضيع الأمنية على المواضيع الحقوقية وهو أمر ليس محصورا في المنطقة العربية بل في العالم أجمع، والمفوض لمس تراجعا حادا بالمناخ الدولي في مسألة حقوق الإنسان”.

 

وفي رده على الانتقادات التي وجهت للمفوضية من دول عربية “اتهمت المفوض السامي بالتحامل عليها” في تصريحاته بحسب ما تناقلته تقارير صحفية، بالقول إن “حالة حقوق الانسان في المنطقة العربية كأي حالة في العالم، لكن الإعلام العربي لا ينظر إلا فقط للتصريحات والبيانات من المفوض السامي بخصوص الدول العربية”.

 

ووصف النسور ما تنشره إحدى الصحف الأردنية اليومية حول مواقف المفوض السامي، إن “ما كتب كان مدفوعا بأجندات لا تعلمها المفوضية “.

 

وعن تقييم فترة تولي المفوض السامي منصبه خلال السنوات الأربعة الماضية، قال النسور :” تجربة أن يكون المفوض السامي مسلم عربي آسيوي تجربة مهمة، وفي المستقبل سيكون هناك مجال للتعليق عليها أكثر، ولن أعلق بالنيابة عن المفوض، فهو سيكون أقدر على التعليق في مرحلة قادمة.. لكن هناك نوع من شد الأعصاب في المنطقة العربية تجاه أن يكون هناك مفوض عربي وينتقد الدول العربية إذ أنه أمر غير مألوف، ولكن الإيجابي أنه شخصية عربية وقام بدوره كما يجب وكان يقوم بوظيفته دون تحيز وبموضوعية”.

 

ولفت المسؤول الأممي إلى أن المفوض أصدر مواقف قوية عديدة حيال “قضايا التمييز في أوروبا وتصريحات رؤساء دول كبيرة في العالم وحول أزمة الروهينغا، والإسلاموفوبيا”، مؤكدا على “أن التصريحات القوية ليست محصورة بالدول العربية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
الوطن الخليجية