التعذيب في سجون السودان .. إرث لم ينتهي منذ النظام السابق

لم تُطفأ الأنور حتى اليوم عن ملف التعذيب في سجون السودان، على الرغم من تغير النظام السياسي الحاكم الذي استمر لنحو 30 سنة مضت.

فقد تسبب وفاة شخصين من التعذيب في سجون السودان مؤخرًا بموجة غضب عارمة اجتاحت البلاد، وذلك في مقر لقوات الدعم السريع.

وعلى الرغم من انتهاء فترة حكم البشير وما أعقبها من ثورة ضد النظام، إلا أن الشعب السوداني لم يجد ما وٌعد به بإنهاء ملف التعذيب في سجون السودان .

ويقول مراقبون إن التعذيب في سجون السودان يعود لحقبة طويلة، حيث كان محمد أحمد الريح أحد ضحاياه وهو اول من خرج إلى الإعلام لفضح تلك الممارسات.

وكان الريح قال إنه تعرض إلى التعذيب في سجون السودان واضطر إلى الوقوف طويلاً لـ48 ساعة دون استراحة.

كما تعرض إلى تقييد قدميه ويديه وتعليق جسده وصب المياه الباردة والمغلية على جسمه وحجزه في المرحاض وعصب عينيه لساعاتٍ طويلة.

ويقول إنه تعرض ايضًا إلى الاغتصاب بإدخال مادة صلبة داخل الدبر، والإخصاء، والضرب، والألفاظ النابية، والصعق بالكهرباء.

وكتب العميد المتقاعد الريح في مذكراته التي نُشرت على نطاقٍ واسع عن الآثار الصحية والنفسية الناتجة عن تعذيبه، والتي استمرت معه، حتى بعد إطلاق سراحه، ومنها: الصداع والإغماء، وفقدان الخصية اليسرى، والإصابة بانزياح الغضروف في الظهر، وتأثر النظر سلباً.

لكن بعد الثورة، استبعد السودانيون استمرار التعذيب. لكنّهم صعقوا، في الأسابيع الماضية، بمقتل بهاء الدين نوري، تحت التعذيب في سجون السودان في مقرّ تابع لقوات الدعم السريع.

كما قتل عز الدين حامد، بالطريقة نفسها، في أحد مراكز الشرطة.

إثارة الشارع السوداني

الحادثتان أثارتا غضباً واسعاً في الشارع السوداني، ما دفع النيابة العامة، تحت الضغط الشعبي، إلى بدء حملة تحقيقات واسعة.

وأمرت قوات الدعم السريع بتسليم المتهمين بقتل الشاب بهاء الدين نوري.

من جهته، يسترجع الطالب بجامعة الخرطوم خالد حسن عبد العزيز، ذكريات اعتقاله التي استمرت خمسة أشهر من نهاية 2015 إلى إبريل 2016.

حيث تعرّض فيها للصعق بالكهرباء، والضرب المستمرّ، والحرمان من الأكل والشرب، خصوصاً في الأيام الأولى.

ويذكر أنّ “لكلّ ذلك، آثاراً اجتماعية ونفسية سيئة جداً، ولم يعالجها سوى نجاح الثورة وإسقاط النظام”.

ويضيف: “بمجرد خروجنا من المعتقلات، عُرضنا على أطباء لإجراء مراجعات شاملة، فحُوّل البعض للعلاج النفسي”.

من جهتها، توضح هبة عمر، اختصاصية الجراحة العامة، والتي كانت ضمن المعتقلين أثناء الثورة، أنّ تجربتها مع كوادر طبية أخرى في الاعتقال، دفعتهم إلى توثيق التعذيب ومدى تأثيره على الجسد والصحة النفسية.

وتوضح أنّه، على سبيل المثال، بمجرد منح معتقل وجبة من دون ملح يعني نقص الصوديوم في جسمه، وبالتالي، نقص كمية المياه، ما يؤدي إلى حالة من الإعياء والضعف الجسدي ما يؤدي حتماً لضعفٍ ذهني ونفسي.

اقرأ أيضًا: وفاة 3 محتجزين داخل معتقلات جهاز الأمن السوداني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
الوطن الخليجية