الخلاف الخليجي يقفز بأسعار النفط الأعلى منذ 6 سنوات
تسبب خلاف عام بين الإمارات والمملكة العربية السعودية بشأن حصص إنتاج النفط هذا الأسبوع بدفع أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في ستة أعوام.
حيث اضطرت الدول الـ 23 في أوبك + التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والمنتجين المتحالفين مثل روسيا، إلى تأجيل مفاوضاتهم إلى أجل غير مسمى، مما أثار مخاوف بشأن أسعار النفط واستقرارها في مجموعة تعاملت ببراعة مع الإمدادات على مدار الـ 18 شهرًا الماضية للتعامل معها، حيث الأزمة الاقتصادية العالمية المرتبطة بفيروس كورونا.
Implications for Newfoundland and Labrador budget.
Geopolitics of the Gulf region will be interesting to watch as the world transitions from oil.#nlpoli https://t.co/gh8dQyjCtp
— Vaughn Hammond (@VHammondNL) July 8, 2021
وبدأت المشكلة الأسبوع الماضي، عندما رفضت الإمارات اقتراحًا من قادة أوبك + السعودية وروسيا لتمديد قيود الإنتاج لمدة ثمانية أشهر أخرى.
اقرأ أيضًا: عقب الخلاف السعودي والإماراتي.. أوبك+ تنتظر أزمة محتملة في النفط
حيث أرادت الإمارات إعادة التفاوض على خط الأساس الحالي – المستوى الذي يتم من خلاله حساب تخفيضات الإنتاج أو الزيادات – لمنحها الحرية في ضخ المزيد من النفط. ومع ذلك، عارضت السعودية وروسيا القيام بذلك.
واتخذت المفاوضات منعطفًا معتادًا عندما أعلن وزيرا الطاقة في الإمارات والسعودية، وهما حليفان مقربان، عن خلافاتهما.
ويقول بن كاهيل، الزميل البارز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: “لقد كان الخلاف مفاجئًا، لكن ربما كان الخلاف حتميًا”.
وأضاف: “الطاقة الإنتاجية لأبوظبي تتعارض مع حصتها في أوبك. لقد استثمرت الكثير من الأموال لزيادة إنتاجها والآن أسعار النفط ترتفع. ولهذا السبب أصيبت الإمارات بالإحباط خلال العام الماضي بسبب عدم قدرتها على زيادة الإنتاج”.
ولعدة سنوات، شكلت الشراكة بين المملكة والإمارات الجغرافيا السياسية للعالم العربي.
وكانت الرابطة الشخصية بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد مفيدة في ترسيخ هذا التحالف.
حيث يُنظر إلى الرجلين على أنهما الحاكم الفعلي لبلدهما ولهما رؤى طموحة.
ولعدة سنوات كان هناك تعاون عميق في القضايا الاستراتيجية. وشكلوا تحالفًا عسكريًا عربيًا في عام 2015 لخوض حرب ضد جماعة الحوثي المتمردة المتحالفة مع إيران في اليمن، وفرضوا حظرًا دبلوماسيًا وتجاريًا وحظر سفر على قطر في عام 2017.
لكن الانقسامات في العلاقة بدأت تظهر قبل عامين، عندما سحبت الإمارات معظم قواتها من اليمن، مما ترك السعوديين غير راضين.
وفي يناير، وافق الإماراتيون على مضض على صفقة بقيادة سعودية لإنهاء الحظر المفروض على قطر، على الرغم من أنهم ما زالوا قلقين من الثقة بالدوحة. وبالمثل، لم تكن المملكة العربية السعودية متحمسة لقرار الإمارات تطبيع العلاقات مع إسرائيل العام الماضي.
وأعلنت المملكة العربية السعودية أنها ستستبعد الواردات من المناطق الحرة أو المرتبطة بإسرائيل من اتفاقية التعريفة التفضيلية مع دول الخليج الأخرى، مما يوجه ضربة للاقتصاد الإماراتي، والذي يتمحور حول نموذج المنطقة الحرة.
ويتجلى الصراع في أوبك + من خلال التنافس الاقتصادي المتزايد، حيث يحاول البلدان تنويع اقتصاداتهما من خلال تقليل اعتمادهما على صادرات الهيدروكربونات.
ومع تبني المملكة لاستراتيجية اقتصادية أكثر قوة في عهد محمد بن سلمان، فإنهم يتنافسون الآن في قطاعات مثل السياحة والخدمات المالية والتكنولوجيا.