الخنجر المسموم

الخنجر المسموم

انطلقت قبل ثلاثة أسابيع في بريطانيا عمليات ومناورات الخنجر المسموم، وتعتبر هذه المناورات الأوسع من ناحية النطاق والأولى من نوعها من خلال مشاركة قوات النخبة البحرية في الفرقة الـ 40 من عناصر المشاة في البحرية الملكية، وبالنظر إلى المراقب إلى تسلسل الأحداث الحاصلة في المملكة المتحدة يمكنه بشكل فوري الربط ما بين ما يحدث في البلاد من حالة توتر بريطاني روسي وبين هذا النوع من المناورات.

 

مناورات الخنجر المسموم:

مناورات الخنجر المسموم هي في حقيقة الأمر محاولة لإرسال رسالة مبطنة إلى روسيا بعد حادثة تسمم العميل الروسي المزدوج سيرغي سكربيال والذي وجد مع ابنته يوليا في حالة غيبوبة بالقرب من أحد المطاعم الإيطالية في البلاد ومازال إلى اليوم في حالة من الغيبوبة، ورجح علماء البريطانيين الذين شاركوا في التحقيق بهذه الجريمة إلى أنه تم استخدام أحد أنواع غازات الأعصاب التي صنعت في زمن الاتحاد السوفيتي وهو ما جعل طبول الحرب الدبلوماسية تقرع وتفتح على أبوابها، إذ أنه ومنذ تلك اللحظة ما تلبث وزيرة الوزراء البريطانية ماريا في الظهور على منابر الإعلام والتهديد بلهجة تصعيدية يبدو على أنها آخذة إلى ما هو أبعد من هذا في ظل استمرارية ترجيح وقوف روسيا وراء عملية التسميم تلك.

ويشير مراقبون بأن عملية الخنجر المسموم أتت من أجل الإشارة إلى خنجر الغدر من خلال اغتيال عميل محرر بصفقة تبادل والسم هو للإشارة إلى طبيعة هذه العمليات التي تجرى في المناورة حيث اعتمدت الخطة في عملية الخنجر المسموم على قيام العناصر الـ 300 المشاركين بالتدرب على آليات التعامل مع حرب كيميائية يدخل فيها استخدام غازات مثل غاز الأعصاب المستخدم وكذلك التدرب على كيفية التعامل السريع في حال تفشي مثل تلك الغازات والسبل العلاجية والوقائية فيما لو تعرضت بريطانيا إلى ضربة من هذا النوع.

 

إذاً بريطانيا اليوم تقرع إنذار الحرب فهي لم تتوقع يوماً بأن تتعرض وعلى أراضيها لضربة من هذا النوع يستخدم فيها أحد أنواع الغازات المحرمة دولياً والممنوعة من التصنيع أو الاستخدام والتجارة، ولكن مادام أن هنالك من تجرأ على ذلك فمن المحتمل أن يعاود هذا البلد أو غيره على مواجهة وضع مماثل وفي هذا الإطار تأتي مناورات الخنجر المسموم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
الوطن الخليجية