السلطات السعودية تفرج عن سعودي يحمل الجنسية الأمريكية وتمنعه من السفر
أطلقت السلطات السعودية سراح مواطن أميركي عوقب بالسجن 19 عاما بسبب تغريدات انتقد فيها سياسات حكام المملكة الخليجية، على ما أفاد ابنه وكالة فرانس برس الثلاثاء.
وأوقف سعد ابراهيم الماضي، الأميركي من أصل سعودي والبالغ 72 عاما، في 2021 بسبب ما يسميه ابنه ابراهيم تغريدات “عادية” بشأن مسائل منها الحرب في اليمن واغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي.
وفي أكتوبر الفائت، قضت محكمة سعودية بسجنه 16 عاما مع منعه من السفر بعدها لمدة مماثلة، والشهر الماضي تم تشديد الحكم لثلاث سنوات إضافية قبل إطلاق سراحه المفاجئ الثلاثاء، على ما قال ابنه.
وأفاد ابراهيم فرانس برس عبر الهاتف من الولايات المتحدة “نعم، تم إطلاق سراحه منذ خمس ساعات. هو في منزله بالرياض الآن”.
وأوضح ابراهيم أنّ قرار منعه من السفر المصاحب للحكم يعني عدم قدرته على مغادرة السعودية راهنا.
وتهدّد القضية بمزيد من التوتر بين الرياض وواشنطن، الشريكين التقليديين المختلفين حاليا بشأن عدة ملفات من بينها قرار خفض إنتاج النفط الذي اتخذته منظمة أوبك بلاس وسجل السعودية الحقوقي.
والعام الماضي، قال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل “عبّرنا باستمرار وبشكل مكثّف عن هواجسنا حيال هذه القضية على أعلى المستويات في الحكومة السعودية عبر قنوات في الرياض وواشنطن”. وأضاف “لا ينبغي أبداً تجريم حرية التعبير”.
ولم يعلق المسؤولون السعوديون على القضية.
وأطلع ابراهيم إبراهيم الأربعاء فرانس برس على قائمة من 14 تغريدة قال إنها استخدمت كأدلة ضد والده، وأشار إلى أنه تم تأكيد ذلك بواسطة وزارة الخارجية الأميركية.
وتتناول التغريدات فرض ضرائب في السعودية وأعمال هدم مثيرة للجدل في مدينة مكة المكرمة ومدينة جدة على ساحل البحر الأحمر.
وتساءل سعد الماضي في إحدى تغريداته عن سبب عدم تمكّن السعودية من منع الهجمات التي يشنها المتمردون الحوثيون في اليمن حيث تقود الرياض تحالفا عسكريا دعما للحكومة المعترف بها دوليا.
وأشار في تغريدة أخرى إلى “التضحية” بخاشقجي الذي أثار قتله على أيدي سعوديين في قنصلية المملكة في اسطنبول غضبا دوليا واسعا.
وأُلقي القبض على الماضي، وهو مواطن أمريكي سعودي كان يعيش بعد تقاعده في فلوريدا، عقب وصوله إلى الرياض في نوفمبر تشرين الثاني 2021 بسبب عدة تهم، منها تمويل الإرهاب والعمل على زعزعة استقرار المملكة.
زادت قضية سعد الماضي، إلى جانب قضايا المواطنين الأمريكيين الآخرين الذين ما زالوا يخضعون لحظر السفر في السعودية، توتر العلاقة بين الحليفين التقليديين.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه أثار القضايا خلال اجتماعات مع الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان عندما زار المملكة في يوليو تموز.
وكان بايدن قد اتخذ في بادئ الأمر موقفا متشددا إزاء سجل حقوق الإنسان في السعودية، لكنه زار الرياض للضغط من أجل ضخ المزيد من إمدادات النفط وطلب المساعدة لعزل روسيا بعد غزوها لأوكرانيا.
وفي أكتوبر تشرين الأول، توعد بأن تكون هناك عواقب على الرياض بعد أن قرر تحالف أوبك+ النفطي، بقيادة السعودية والذي يضم روسيا، خفض أهداف الإنتاج بدلا من ذلك.
لكن الجانبين يعملان في الآونة الأخيرة على تحسين العلاقات.