السودان: تواصل العمليات العسكرية في أحياء أم درمان غربي الخرطوم
كثف الجيش السوداني جهوده لتحقيق مكاسب في العاصمة الخرطوم في بعض من أعنف المعارك منذ بدء الصراع مع قوات الدعم السريع.
وقال سكان إن الجيش نفذ ضربات جوية وقصفا بالمدفعية الثقيلة منذ يوم الاثنين في محاولة للاستيلاء على جسر عبر نهر النيل تستخدمه قوات الدعم السريع في نقل تعزيزات وأسلحة من أم درمان إلى مدينتي بحري والخرطوم.
والمدن الثلاث تشكل معا العاصمة الأوسع للسودان.
فيما اتهمت الدعم السريع عناصر الجيش السوداني “باحتلال مستشفى في أم درمان وتحويله إلى ثكنة عسكرية”، في وقت أعلن فيه الأخير “مواصلة قواته عملياتها النوعيه في المدينة”.
وأكد الطرفان في ساعات بعد ظهر اليوم الثلاثاء، تحقيق مكاسب على حساب الطرف الآخر، إذ أفاد الجيش السوداني بأن وحدات منه قامت بعملية تمشيط واسعة في المدينة، شملت أحياء أم درمان القديمة في الخرطوم، والشهداء، وسوق أم درمان، حتى استاد الهلال، وود البشير وخور أبو عنجة جنوباً.
وأعلن أنه “كبد المليشيا المتمردة، التي لاذت بالفرار من أرض المعركة، خسائر كبيرة تضمنت مئات القتلى والجرحى، وعدداً من المقبوض عليهم”، مشيراً إلى أن هنالك 4 قتلى وعدداً من الجرحى بين صفوفه.
وأكد الجيش أن قواته “أكملت مهامها المخططة بنجاح، وستستمر في التمشيط وتوجيه الضربات الموجعة بالعدو لحين تطهير آخر شبر من دنس المتمردين والمرتزقة”.
من جهتها، أكدت قوات “الدعم السريع” أنها حققت نصراً جديداً على من تسميهم “مليشيا البرهان الانقلابية وفلول النظام البائد”، في عدد من المحاور بمدينة أم درمان، و”لقنتهم دروساً في الشجاعة والإقدام”.
وأوضحت أن الإحصائيات الأولية لعدد قتلى الجيش وصلت إلى 174، وأكثر من 300 جريح نُقلوا إلى مستشفى النو بأم درمان، فيما بلغ عدد الأسرى 83، معظمهم من كتائب الدفاع الشعبي والمجاهدين.
ونشبت المعارك بعد أربع سنوات من الإطاحة بعمر البشير في انتفاضة شعبية، واندلع التوتر بين الجيش وقوات الدعم السريع اللذين شاركا في انقلاب عام 2021، بسبب خلافات حول خطة للانتقال إلى الحكم المدني.
وأعلن الجانبان إحراز تقدم عسكري في الأيام القليلة الماضية، لكن لا توجد مؤشرات على حدوث انفراجة حاسمة.
وتوقفت جهود تقودها السعودية والولايات المتحدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من أربعة ملايين شخص نزحوا من بينهم أكثر من 900 ألف فروا إلى البلدان المجاورة التي تعاني أصلا من صراعات وأزمات اقتصادية.