القاهرة قلقة من القمة السودانية الاثيوبية
اكتفت القاهرة بالمتابعة الصامته للقاء القمة السوداني الاثيوبي في الخرطوم والذي بحث ملف السد على نهر النيل استباقي للقاء الثلاثي المرتقب.
و في ثاني محطاته الخارجية بعد تولي منصبه قبل أسابيع، زار رئيس الوزراء الإثيوبي الجديد آبي أحمد الخرطوم، والتقى بالرئيس السوداني عمر البشير؛ قبل يومين من الاجتماع المرتقب بأديس أبابا لوزراء الخارجية والري ورؤساء المخابرات بكل من مصر والسودان وإثيوبيا، لبحث الأمور الفنية المتعلقة بالسد.
ورفضت الخارجية المصرية تقديم أية إجابات لوسائل الإعلام عن رأيها في القمة الثنائية، وفضلت الانتظار لما بعد الاجتماع الثلاثي بأديس أبابا المقرر عقده السبت المقبل.
ورغم ذلك، فقد عبر مسؤولون بمكتب وزير الخارجية المصري عن امتعاضهم من قمة الخرطوم، باعتبارها خطوة استباقية لوضع القاهرة أمام الأمر الواقع خلال اللقاء الثلاثي المرتقب.
في المقابل، اعتبرت الأوساط الإثيوبية الزيارة تاريخية وهامة، لتنسيق المواقف بين الخرطوم وأديس أبابا لحسم القضايا الخلافية المتعلقة بتشغيل السد، خاصة أن مراحل تشغيله التمهيدية سوف تبدأ قريبا بعد الانتهاء من 64% من مراحل بنائه، وطبقا لصحيفة إثيوبيان رفيو فإن الزيارة أعطت الضوء الأخضر لاستكمال بناء السد دون عراقيل أو تأجيل.
وذكرت تقارير صحفية في أديس ابابا ان القمة بحثت أيضا الأزمة الحدودية بين الخرطوم وأديس أبابا في منطقة الفشقة الزراعية، كما أنه تم التباحث حول الموقف المشترك تجاه إريتريا التي تدعم المعارضة بالبلدين، وبحث قضية العمالة الإثيوبية الكبيرة في السودان، بالإضافة لتبادل المصالح المشتركة في ما يتعلق بشراء السودان للكهرباء الإثيوبية، مقابل شراء الأخيرة للبترول السوداني.
وتشهد العلاقات الثلاثية بين القاهرة والخرطوم وأديس أبابا تشابكا وتوترا كبيرا، ففي حين تتناغم علاقات الخرطوم وأديس أبابا، تستمر القاهرة في عزلتها عن القارة الافريقية منذ عهد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك.