المحكمة الفرنسية تثبت الحكم على رفعت الأسد في قضية فساد

رفضت المحكمة الفرنسية محاولات رفعت الأسد عم الرئيس السوري بشار الأسد لإلغاء الحكم الصادر بحقه في قضية عقارات اكتسبت بشكل “غير مشروع”، وتُقدَّر قيمتها بتسعين مليون يورو، لتثبت الحكم بحقه بأربع سنوات سجن.

وأدين رفعت الأسد، نائب الأسد السابق، البالغ من العمر 85 عامًا، في الاستئناف في 9 سبتمبر 2021، بتهمة غسل أموال عامة سورية في إطار عصابة منظمة بين عامي 1996 و2016، وثُبِّت الحكم عليه بالسجن أربع سنوات، الصادر عن محكمة البداية.

كما أدانت المحكمة رفعت الأسد، بتهمة الاحتيال الضريبي المشدَّد، وتشغيل أشخاص في الخفاء، وأمرت بمصادرة جميع العقارات التي اعتبرت أنه حصل عليها عن طريق الاحتيال.

وقالت شيربا، وهي مجموعة من محامي حقوق الإنسان مقرها فرنسا والتي كانت شكواها الجنائية هي السبب وراء بدء الإجراءات في 2013، إن “الأصول التي يحتفظ بها رفعت الأسد في فرنسا والتي تم الحجز عليها أثناء الإجراءات ستتم مصادرتها بشكل نهائي”.

وعاش الأسد (85 عاما) في المنفى منذ منتصف الثمانينيات، قضى معظم هذه المدة في فرنسا، بعد اتهامه بمحاولة انتزاع السلطة من شقيقه الرئيس الراحل حافظ الأسد، والد بشار.

واشتبهت السلطات القضائية الفرنسية في أنه تحصَل على عقارات بغير وجه حق في عدة دول بين 1984 و 2016 بأموال من سوريا.

ونفى مرارا هذه الاتهامات وقال إنه حصل على ثروته كهبة من عاهل سعودي.

كما تلاحقه العدالة في سويسرا على جرائم حرب ارتُكبت في الثمانينيات.

وهذه هي القضية الثانية التي تتعلق “بالمكاسب غير المشروعة” التي يتولاها القضاء الفرنسي بعد قضية تيودورين أوبيانغ، الابن الأكبر لرئيس غينيا الاستوائية، الذي حُكم عليه في تموز/ يوليو 2021 بالسجن ثلاث سنوات مع وقف التنفيذ وبغرامة بقيمة 30 مليون يورو.

وكانت قد نشرت مجلة “فورين بوليسي” مقالا لأنشال فوهرا تساءلت فيه عن دوافع قرار رئيس النظام السوري بشار الأسد السماح لعمه رفعت بالعودة إلى سوريا في تشرين الأول/أكتوبر والفرار من أربع سنوات سجن في فرنسا.

وأنه لا بد أن يكون مرتبطا بمواقف جماعته العلوية وما ستنظر إليه، ورغبته في الحفاظ على الذات أكثر من كونها حبا لعمه.

فمن خلال احترامه قانون العشيرة، الذي يقضي بحماية الأقارب، أراد الأسد استرضاء طائفته العلوية التي تضاءل دعمها له وسط الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في سوريا.

ورغب أيضا أن يسجل هدفا آخر وهو سحق المعارضة داخل عشيرة الأسد. وتمثل عودة العم خطوة أخرى من قبل الأسد لإعادة السيطرة الكاملة على سوريا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
الوطن الخليجية