“الميزة القبلية” في السياسة ومستقبل المعارضة الكويتية

أظهرت الأخبار الأخيرة المعارضة الكويتية الصريحة لعضو البرلمان الصريح بدر الداهوم واستبعاده من مجلس الأمة وفقدان الميزة القبلية.

حيث استبعدته المحكمة الدستورية من مقعده البرلماني على أساس مادة دستورية تحرم أي شخص مُدان بإهانة أمير البلاد (وهو الأمر الذي اتهم به الدهم في 2014) من الترشح لمنصب.

وتم تفسير هذه الخطوة على نطاق واسع على أنها محاولة من قبل السلطة التنفيذية في البلاد لإسكات المعارضة الكويتية داخل الجمعية الوطنية.

ويشير هذا المثال إلى الوجود المتزايد للشخصيات القبلية في تحالفات المعارضة الكويتية التي تضغط من أجل إجراء إصلاحات انتخابية وبرلمانية، مثل إنهاء نظام التصويت الفردي غير القابل للتحويل الذي تم فرضه مؤخرًا.

كما يسلط الضوء على التحدي المتمثل في الحفاظ على هذه الائتلافات داخل المؤسسات السياسية الكويتية الحالية.

ولم يتردد الداهوم في جلسة البرلمان قبل طرده. وطالب (مع نواب معارضين آخرين في البرلمان) بـ “استجواب” رئيس الوزراء صباح الخالد الصباح، أحد أفراد الأسرة الحاكمة، حول “الانتقائية في تطبيق القانون”.

الأهم من ذلك، أن الداهوم لا ينحدر من دوائر معارضة ليبرالية متباينة منذ فترة طويلة في المناطق الحضرية – وبدلاً من ذلك، فهو عضو في قبيلة العواظم الكبيرة، “الموالية” تقليديًا.

اقرأ أيضًا: المعارضة الكويتية المنقسمة تستجوب الحكومة وتهدد بأزمة

حيث تم انتخابه في المنطقة الخامسة من البلاد، والتي لطالما كانت معقلًا للمرشحين التابعين للقبيلة وهو أيضا عضو في ائتلاف ثوابة الأمة المعارض.

تاريخياً، اعتُبرت القبائل في السياسة الكويتية عملاء موثوقين للنظام الملكي ومسؤولين حكوميين معينين. دافع من يسمون بـ “نواب الخدمة” عن امتيازات الأسرة الحاكمة مقابل إتاحة الفرصة للتوسط في الخدمات الحكومية لأفراد القبائل.

وبين عامي 1960 و1980، اعتبرت المعارضة المستوحاة من القومية بين السكان الحضريين وغير القبليين (بما في ذلك أولئك الذين يشار إليهم غالبًا باسم حضر) تغييرات في السياسة لتجنيس المجتمعات القبلية كمواطنين كويتيين. في عام 1981، وسعت التغييرات التي أدخلت على قانون الانتخابات إلى تحقيق التوازن بين أصوات المعارضة في البرلمان والتمثيل العشائري الهادئ.

ويناقش البحث الأخير في مجلة Middle East Law & Governance المعارضة الكويتية المتزايدة للحكومة من داخل القبائل الكويتية.

ويحلل مزاياها التنظيمية في خوض الانتخابات. في حين أن الأحزاب السياسية الرسمية محظورة رسميًا في الكويت، نجد أن الهياكل القبلية قادرة على تسهيل بعض وظائف الأحزاب: تنظيم دخول المرشحين إلى الانتخابات وتنسيق أصوات الأعضاء خلف المرشحين المفضلين.

وعلى الرغم من أن الكتل السياسية القائمة على أساس أيديولوجي مثل الحركة الدستورية الإسلامية التابعة لجماعة الإخوان المسلمين تشترك في بعض المزايا التنظيمية التي تتمتع بها القبائل، إلا أنها لا تتمتع بميزة توطين ناخبيها الأساسيين في مناطق معينة أو تنوع المؤسسات الاجتماعية غير الرسمية التابعة لها. مع القبائل، لأن الأخيرة مرتبطة بوحدات عائلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
الوطن الخليجية