الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين تصدر تقريرها الشهري الثالث

جاكرتا- أصدرت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين تقريرها الشهري الثالث عن شهر مارس 2018 رصدت فيه أبرز انتهاكات السلطات السعودية في إدارة الأماكن الإسلامية المقدسة في المملكة.

ووثق التقرير عددا من الانتهاكات مثل استغلال السعودية لتأشيرات الحج والعمرة وترحيل واعتقال المعتمرين وتدمير لموسم الحج القادم وعدم كفاءة البرامج الجديدة المستخدمة في الحج والعمرة وممارسة الابتزاز السياسي باستخدام المشاعر المقدسة كورقة ضغط سياسية وشراء الأسلحة الأمريكية من عائدات الحج والعمرة , وشن حملة تشهير ضد الهيئة الدولية.

محتويات التقرير الشهري:

حملة تشهير ضد الهيئة الدولية

وجاء في التقرير أن الهيئة رصدت في مارس 2018 شن الإعلام والسفارات السعودية حملة تشهير ضد الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين عن طريق استخدام سفاراتها في جميع انحاء العالم لتنفيذ هذه التحركات العدائية والعبثية.

وكان أخر ذلك تمويل وحشد أكثر من 40 مؤسسة في ماليزيا لإصدار بيان ينفي وجود الهيئة، مع العلم بأن السعودية قد بذلت جميع المحاولات للتدخل لإلغاء جميع الأنشطة والفعاليات التي تقوم بها الهيئة في العالم ولكن كل محاولاتهم باءت بالفشل.

استمرار اعتقال المعتمرين الليبيين

وكشف التقرير في 7 مارس 2018 هروب المعتقل الليبي حسين زعيط من قبضة السلطات السعودية والوصول الى مطار مدينة مصراته قادماً من المملكة العربية السعودية. وكان زعيط قد تحصن في مبنى القنصلية الليبية في مدينة جدة بعد محاولة السلطات السعودية القبض عليه اثناء أدائه مناسك العمرة العام الماضي. وقال زعيط بأن السلطات السعودية مازلت تعتقل العديد من المعتمرين الليبيين في السعودية.

فشل نظام البصمة الجديد

رصد التقرير بتاريخ 12 مارس 2018 فشل نظام البصمة الجديد بعد أن فرضته المملكة السعودية على جميع المعتمرين لهذا العام والذي يتم تنفيذه عن طريق شركة تسهيل السعودية لتسهيل منح المعتمرين تأشيرة العمرة وذلك بدون عمل تجارب للنظام وعدم توفير مراكز متناسبة مع عدد المعتمرين.

وقالت الهيئة في تقريرها ان الإدارة السعودية فرضت نظام البصمة الجديد بدون دراسة وافية وقد جاء تطبيق قرار البصمة بناءً على دراسة اقتصادية فقط بدون الاخذ بعين الاعتبار عدد مراكز اخذ بصمات المعتمرين وعدد المعتمرين وأماكن تواجد هذه المراكز, حيث تمتلك شركة تسهيل السعودية 9 مراكز فقط على مستوى جمهورية مصر العربية، مما ادي إلى تكدس المعتمرين أمام أبوابها لعمل البصمة خاصة أن تأشيرة العمرة مرتبطة بها.

وقد قال المواطن المصري م.ف (55 عاماً) إن “الشركة السعودية تسهيل كانت تكذب علينا في اخذ بصماتنا, حيث اضطررنا للسفر الى محافظة بعيدة للوصول الى مركزهم وحين وصلنا كانت اعداد المواطنين كبيرة ولم يصلنا الدور مع العلم بانه لم يوجد هناك مكان للانتظار خاصة لكبار السن , وقد تم ابلاغنا بواسطة مكتب السياحة بانه قد تم خسارة حجوزات الطيران الخاصة بنا”.

شراء الأسلحة الأمريكية من عائدات الحج والعمرة

رصدت الهيئة بتاريخ 26 مارس 2018 اجتماع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس.

وقالت مصادر إعلامية إنه خلال تلك الاجتماعات قد تم عقد اتفاقيات بقيمة 110 مليارات دولار منها أكثر من مليار دولار لعقود الأسلحة.

حيث اشترت السعودية من أمريكا صواريخ مضادة للدبابات بقيمة 670 مليون دولار و6600 صاروخ تاو وعقود لصيانة مروحيات بقيمة 103 ملايين دولار وقطعاً للعديد من أنواع المركبات البرية بقيمة 300 مليون دولار.

تقدر عائدات السعودية من رحلات الحج والعمرة بنحو 13 مليار دولار سنوياً تذهب الى خزينة الدولية السعودية من خلال حجوزات الفنادق والمواصلات والرسوم والطعام وغيرها.

ويعد الحج والعمرة مصدر الدخل الثاني الأكبر بعد النفط.

وضعف الخدمات المقدمة للمعتمرين والحجاج والبنية التحتية المهترئة وفشل إدارة مناسك الحج والعمرة دليل واضح على انه لم تصرف عائدات الحج والعمرة لخدمة زوار بيت الله الحرام وتطوير وتأهيل المرافق الخدمية في الحرمين.

حرمان مسلمين من العمرة

رصدت الهيئة في تقريرها بتاريخ 27 مارس 2018منع السلطات السعودية الإعلامي والكاتب المصري الأستاذ سامي كمال الدين وذلك بسبب آرائه السياسية المعارضة للنظام السعودي والنظام المصري.

ولا زال النظام السعودي يمنع المسلمين من تأدية المناسك الإسلامية خاصة مناسك الحج والعمرة وذلك لأسباب سياسية.

وقالت الهيئة إن منع المسلمين من تأدية عباداتهم الإسلامية بحرية يناقض المعاهدات والقوانين الدولية التي تكفل للإنسان حرية ممارسة العبادة.

وقال الأستاذ سامي كال الدين, كاتب واعلامي مصري,” واحد من مؤلفاتي يباع الآن في معرض الرياض الدولي للكتاب 2018 وبالرغم من منعي من تأدية العمرة.”

ويعتبر الأستاذ سامي كمال الدين كاتب واعلامي مصري من مواليد محافظة قنا جنوب مصر, وعضو نقابة الصحفيين المصريين وله العديد من المؤلفات مثل كتاب “حوارات من جنوب الوطن المنسي”, ويعمل الآن في شبكة راديو وتلفزيون الشرق.

حرمان بعض الدول الإسلامية من التسجيل للحج

رصدت الهيئة بتاريخ 30 مارس حرمان الكثير من المواطنين الماليزيين من التسجيل عبر برنامج الحج السعودي, حيث استقبلت الهيئة العديد من الشكاوى من مسؤولين في الحكومة الماليزية والقائمين على صندوق الحج والمواطنين حول حرمانهم ووقف برنامج التسجيل الالكتروني هذا العام قبل موعد الاغلاق، حيث تعذرت السلطات السعودية بانه لا يوجد اماكن تستوعب زيادة في اعداد حجاج ماليزيا.

وأضاف مصدر قريب من الحكومة الماليزية للهيئة بأن عدد المسجلين في صندوق الحج الماليزي زاد عن ٣ ملايين مواطن بانتظار دورهم في الحج، مع العلم بان الحكومة الماليزية قد ارسلت العديد من الطلبات للسلطات السعودية في زيادة حصة ماليزيا من الحج ولكن كان دوما ردهم انه لا يوجد مزيد من الاماكن للحجاج الماليزيين هذا العام، مع العلم بأنه يتم تدريب جميع الحجاج في ماليزيا على اداء مناسك الحج والتنظيم والترتيب اثناء اداء مناسك الحج.

وقد عبر أحد المواطنين الماليزيين عن غضبه من قرار السلطات السعودية بعدم زيادة حصة ماليزيا بالحج بالرغم من وعود السلطات هناك بزيادة عدد الحجاج هذا العام.

وقال المواطن الماليزي البالغ من العمر ٧٣ عاما “الحج مره واحدة في العمر، ولا أعلم متى يأتي دوري بالحج، لقد بدأت بالادخار للحج منذ سنين واشعر بالغضب الشديد بسبب حرماني من الحرمان من اداء الحج.”

أنشطة وفعاليات وانجازات الهيئة خلال مارس 2018

وجهت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين بتاريخ 8 مارس 2018 رسالة لرئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي للضغط على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لاحترام حقوق الإنسان في السعودية وخاصة فيما يتعلق في حق حرية العبادة.

وتنتهك الإدارة السعودية حقوق الأفراد اثناء أداء مناسك الحج والعمرة مثل ترحيل واعتقال وحرمان الكثير من المسلمين حول العالم من أداء مناسكهم الدينية بحرية وذلك لأسباب ومواقف سياسية تتعارض مع سياسة المملكة السعودية وتدمير الآثار الإسلامية التاريخية.

وأوضحت الرسالة بأن السعودية تمارس الاستغلال السياسي لاماكن العبادة في السعودية وأن هناك مواطنين بريطانيين مسلمين تم ترحيلهم اثناء وصولهم للسعودية بهدف العمرة او الحج او اثناء أدائهم لعباداتهم داخل السعودية.

وشددت الهيئة في رسالتها لرئيسة الوزراء انه يجب ان يكون للحكومة البريطانية دور أخلاقي في الضغط على السعودية لوقف هذه الانتهاكات والالتزام بالاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق الدولية والإقليمية.

وأكدت الهيئة أن الإعلان العالمي لحقوق الانسان وجميع المواثيق والمعاهدات الدولية تنص على حق ممارسة جميع الناس لعباداتهم بحرية, بينما تقوم الإدارة السعودية بمواصلة انتهاكاتها ضد المسلمين وتمنعهم وتعتقلهم وترحلهم وتحرمهم من ممارسة عباداتهم بحرية.

وفي ختام تقريرها, جددت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين استهجانها لتعسف السلطات السعودية بحق مسلمين ومنعهم من حقهم في أداء الشعائر الدينية من دون أي مبرر مقنع.

وطالبت الهيئة الدولية السلطات السعودية بوقف مثل هذه الممارسات وضرورة احترامها القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة الذي وقعت عليه السعودية، وبشكل خاص المادة 18 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والمادة 18 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.

يشار إلى أنه تم إنشاء الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين مع بداية عام 2018 بهدف الضغط لضمان قيام السعودية بإدارة جيدة للمشاعر المقدسة والحفاظ على المواقع التاريخية الإسلامية، وعدم تسييس مشاعر الحج والعمرة، ومنع استفراد الرياض بالمشاعر المقدسة.

وتقول الهيئة إن عمقها تمثله كل الدول الإسلامية، وأنها تحرص على ضمان عدم إضرار السعودية بالأماكن المقدسة، سواء تعلق الأمر بالإدارة غير الكفؤة أو أي نوع من الإدارة المبنية على سياسات مرتبطة بأفراد أو أشخاص متنفذين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
الوطن الخليجية