انخفاض أسعار النفط بعد تقارير عن توترات بين السعودية وروسيا قبيل اجتماع أوبك+
انخفضت أسعار النفط بالتداولات الأمريكية إلى ما دون 70 دولارًا للبرميل، الثلاثاء، بسبب مخاوف بشأن ما إذا كانت اتفاقية رفع سقف الديون سيتم الموافقة عليها في الكونغرس وبشأن تقارير عن توترات بين السعودية وروسيا قبل اجتماع رئيسي لأوبك+.
وألقى خبراء سوق النفط باللوم في تراجع أسعار، الثلاثاء، جزئيًا على مخاوف بشأن ما إذا كان المحافظون في مجلس النواب سيحاولون عرقلة اتفاق الحزبين لرفع سقف الديون الذي تم التوصل إليه خلال عطلة نهاية الأسبوع من قبل الرئيس جو بايدن ورئيس مجلس النواب، كيفن مكارثي.
في غضون ذلك، برزت تساؤلات جديدة حول العلاقة بين زعيمي أوبك، السعودية وروسيا، قبل اجتماع منتجي النفط في نهاية الأسبوع في فيينا، إذ أعربت السعودية عن انزعاجها لروسيا لفشل الأخيرة في الوفاء بوعد خفض الإنتاج ردا على العقوبات الغربية، حسبما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال نقلا عن مصادر.
ويعود سبب هذا الخلاف إلى أن روسيا قد خرقت اتفاق أوبك+، الذي جلب إلى السعودية مشاكل بينها وبين دول غربية وخاصة الولايات المتحدة؛ إذ لم تخفض إنتاج النفط كما تعهدت، مما يعرقل سعي المملكة لزيادة أسعار النفط إلى 81 دولارا للبرميل.
وأعرب المسؤولون السعوديون عن خيبة أملهم وطلبوا من المسؤولين الروس أن تلتزم بلادهم بتعهدها بخفض إنتاج النفط بمقدار 500 ألف برميل يوميا حتى نهاية العام، حسب ما أفادت به مصادر مطلعة لوول ستريت جورنال.
ووضعت السعودية نفسها في مواجهة مع الولايات المتحدة بسبب سياسة خفض الإنتاج. ويقول الأميركيون إن هذا يخدم روسيا وإن المملكة تساعدها بهذا الخفض على زيادة عائداتها من النفط ما يمكنها من تمويل الحرب في أوكرانيا، في الوقت الذي اتهم فيه نواب في الكونغرس الرياض بأنها تساهم في هذا التمويل من خلال تمسكها بالحفاظ على الأسعار مرتفعة.
ويرى مراقبون أن روسيا بالتفافها على اتفاق أوبك+ بشأن خفض الإنتاج تكون قد وجهت ضربة قوية لتحالفها مع السعودية، وأن ذلك قد تكون له تداعيات على علاقات البلدين في مجالات أخرى.
وتصر روسيا على أنها ستخفض الإنتاج كما خُطط له، لكن المحللين يشككون في الأرقام التي تعلنها موسكو.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال الأسبوع الماضي، إن أسعار الطاقة تقترب من مستويات “مُبررة اقتصاديا” وإن روسيا تواصل الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بإمدادات الطاقة.
لكن السعودية لا ترى أن للنفط الذي يقل عن 80 دولارا “ما يبرره اقتصاديا”، مما يزيد من إحباط الرياض من موسكو مع انتظار خطوة أوبك+ القادمة.