بدء عصيان مدني في السودان حتى تسليم السلطة لحكومة مدنية
أطلقت قوى المعارضة في السودان عصيانًا مدنيًا شاملًا بدءًا من اليوم الأحد، حتى تسليم المجلس العسكري الانتقالي السلطة لحكومة مدنية. في وقت استهدفت قوات الشرطة السودانية بالغاز المسيل للدموع محتجين في طرق رئيسة بمدينة الخرطوم بحري.
وأفاد شهود عيان بأن معظم المحال التجارية في الأسواق والأحياء السكنية أغلقت أبوابها في العاصمة الخرطوم بمدنها الثلاث في اليوم الأول من العصيان المدني، كما انتشرت قوات أمنية في الطرق الرئيسة ومداخل الجسور والمرافق الحيوية.
وأشاروا إلى أن سكان العاصمة انشغلوا خلال ساعات ما قبل بدء العصيان بشراء المواد الغذائية من المتاجر، ورُصدت السيارات أمام محطات الوقود.
ولفتوا إلى أن قوات الأمن أطلقت القنابل المسيلة للدموع على عدد من المحتجين حاولوا إغلاق طرق رئيسة في العاصمة بالحجارة وإشعال إطارات مطاطية.
وقال تجمع المهنيين السودانيين- قائد الحركة الاحتجاجية- إن العصيان المدني لن ينتهي إلا بقيام حكومة مدنية بإذاعة إعلان بيان تسلم السلطة عبر التلفزيون السوداني.
وذكر في بيان له أن “العصيان هو الفعل السلمي القادر على تركيع أعتى ترسانة أسلحة في العالم”.
وأشار إلى أن العصيان “يهدف لشل الحياة العامة تمامُا، حتى يفقد النظام سيطرته التي يحاول فرضها من خلال مجرمي مليشيات جهاز الأمن والجنجويد”.
ودعا تجمع المهنيين، العاملين في كل المؤسسات والمرافق في القطاعين الخاص والعام إلى الانخراط في العصيان المدني الشامل والإضراب السياسي.
وأكدت عديد النقابات دعمها العصيان المدني الشامل، في وقت دعا تجمع أساتذة الجامعات، الطلاب وأعضاءَ الهيئات التعليمية إلى رفض قرارات المؤسسات التعليمية التي أعلنت استئناف الدراسة. كما جددت لجنة الصيادلة المركزية التزامها بالعصيان.
وجاء إعلان العصيان بعد خمسة أيام من فض قوات الأمن بشكل عنيف اعتصامًا نظم منذ 6 أبريل/نيسان أمام مقرّ الجيش في الخرطوم وقتل نحو 130 شخصًا.
كما يأتي في وقت زار فيه رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد السودان في محاولة للتوسط لحل أزمة تهدد الانتقال الديمقراطي.
وقال تجمع المهنيين إن عددًا من العمال في البنوك والمطارات وشركة الكهرباء اعتقلوا وتعرضوا للتهديد قبيل العصيان المدني.
ودعا التجمع كافة العمال على البقاء في منازلهم اعتبارًا من اليوم لإجبار المجلس العسكري الانتقالي الحاكم على التنازل عن السلطة للمدنيين.
وكانت قوات الأمن اعتقلت اثنين من قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان أمس السبت بعد لقاء المجلس العسكري مع رئيس الوزراء الإثيوبي الوسيط.
وانهارت محادثات تسليم السلطة لحكومة مدينة بعد فض قوات الأمن الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم.