ترقب استعدادات أمريكية جادة لإنهاء الأزمة الخليجية
واشنطن- كشف الأكاديمي خليل جهشان أستاذ العلوم السياسية بجامعة بيبرداين الأمريكية، أن هناك بوادر إيجابية لاستعدادات أمريكية على مستوى رفيع، للخوض في وساطة جدية بين أطراف الأزمة الخليجية لإنهائها، أو من خلال دعم أكبر للوساطة الكويتية.
وأكد جهشان أن تلميحات الادارة الأمريكية الأسبوع الماضي، عبر تصريحات لمسؤولين في الادارة، عن دعوة قادة دول الخليج لقمة في مايو المقبل، وهو مؤشر واضح على رغبة حقيقية للإدارة الأمريكية في حل الأزمة.
وتحدث عن مؤشرات كثيرة تؤكد رغبة واشنطن في إنهاء الأزمة وحلها، تتمثل في تصريحات المسؤولين الأمريكيين طوال الأشهر الماضية بأن الأزمة أضرت بمصالح ونفوذ الولايات المتحدة، وتأثيرها السلبي على أهدافها في المنطقة، وفي المقدمة التعاون الاستراتيجي والأمني مع الدول الحليفة لها في الإقليم.
وأوضح جهشان أن الحوار الاستراتيجي كان رسالة واضحة لأطراف الأزمة الخليجية، مشيراً إلى أن تصريحات وزيري الخارجية والدفاع الأمريكيين بأن الأزمة الخليجية أضرت بجميع الأطراف الخليجية، وأيضا بمصالح الولايات المتحدة، يعزز رغبة الإدارة الأمريكية في إنهاء الأزمة وحلها.
وأشار إلى ان هناك قناعة لدى صانع القرار الأمريكي بأهمية الحوار الاستراتيجي، وضرورة تطوير العلاقات بين قطر وأمريكا ودعم استمرارها، على عكس الدول الأخرى التي توقفت العلاقات معها، لافتاً إلى أن الحوار الاستراتيجي أنهى التباين الأمريكي تجاه الأزمة الخليجية، ورجح كفة الموقف الأمريكي الممثل في الخارجية والدفاع، والداعم لإنهاء الأزمة وحلها، على حساب الموقف الآخر الذي يتبناه البيت الأبيض.
وقال ان الحوار القطري الأمريكي الاستراتيجي تطور هام وتاريخي في العلاقات الثنائية، الأمر الذي سيكون له تأثير قوي على رؤية الولايات المتحدة لمصالحها، وتعاملها مع دول منطقة الخليج، موضحاً أن رفع مستوى العلاقة بين الدوحة وواشنطن إلى المستوى الإستراتيجي عبر هذا الحوار يكشف حقيقة موقف الولايات المتحدة من الأزمة الخليجية.
وأضاف أن تأكيد وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون استعداد الإدارة الأمريكية للدفاع عن سيادة قطر إذا ما تطلب الأمر، ينهي بشكل كبير التناقضات الأمريكية السابقة — التي كانت مثار تساؤلات كثيرة — ويكشف أيضا مدى تغير وجهة النظر الأمريكية تجاه الموقف القطري.
وفيما يخص انعكاس الحوار الاستراتيجي على أزمات وقضايا المنطقة، رأى أنه سينعكس بشكل إيجابي ولكن على الامد الطويل، مرجحاً أن يكون التركيز والاهتمام حاليا، على الأزمة الخليجية، والسعي لحلها خاصة بعد دعوة القادة الخليجيين إلى قمة في مايو المقبل، علماً بأن هناك دعوات لمسؤولين خليجيين لزيارة واشنطن في الأيام القادمة للتحضير إلى القمة.