تركيا تجري محادثات مع الإمارات وقطر بشأن “طريق التنمية”
أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إجراء محادثات مكثفة مع العراق والإمارات وقطر بشأن مشروع طريق التنمية التركي العراقي الذي يربط الخليج بتركيا ثم أوروبا.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده الأربعاء، مع نظيره البريطاني جيمس كليفرلي، الذي يجري زيارة رسمية إلى العاصمة التركية أنقرة.
وقال فيدان إن طرق التجارة الجديدة أصبحت مهمة بعد التطورات الجيوسياسية التي شهدتها السنوات الأخيرة، بما في ذلك وباء كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية، والمنافسة بين الولايات المتحدة والصين أو الغرب والصين.
وأشار إلى أن هذه التطورات أعادت أيضا طرح طرق التجارة الأخرى التي تمت مناقشتها سابقًا من الناحية النظرية.
وذكر فيدان أن الطريق التجاري لا يعني تلبية التجارة وحدها، بل هو في الوقت نفسه انعكاس للمنافسة الجيواستراتيجية.
وتطرق إلى مذكرة التفاهم الموقعة خلال قمة مجموعة العشرين بشأن مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا.
وقال في هذا الصدد: “عندما ننظر إلى المشروع الذي يبدأ من الهند وتم توقيعه مؤخرا خلال قمة مجموعة العشرين، فإننا نرى وجود شكوك تساور الخبراء حول الهدف الأساسي والعقلانية والكفاءة”.
وأشار وزير الخارجية التركي إلى أن هذه الشكوك تتعلق أكثر بالمخاوف الجيوستراتيجية.
وكشف أن مشروع “طريق التنمية” طرح خلال اللقاءات التي عقدها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مع القادة المشاركين في قمة العشرين بالعاصمة الهندية نيودلهي بين 9 و10 سبتمبر الجاري.
ولفت إلى أن تركيا منشغلة حاليا بمشروع “طريق التنمية” الممتد من محافظة البصرة في الخليج وصولاً إلى شمال العراق ثم تركيا، والذي سيربط آسيا بأوروبا.
وأكد فيدان أن “العراق والإمارات وتركيا وقطر تجري بشكل خاص محادثات مكثفة في هذا الصدد”.
وشدّد على أن الرئيس أردوغان اتفق مع نظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال لقاء بينهما، على استكمال الإجراءات الرسمية النهائية في هذا المشروع خلال الأشهر القليلة القادمة على الأقل من ناحية صياغتها على الورق ووضعها موضع التنفيذ.
وأوضح فيدان أن تركيا أبلغت الجانب العراقي بهذا اللقاء الأولي.
ووقعت الهند والولايات المتحدة والسعودية والإمارات وفرنسا وألمانيا وإيطاليا مذكرة تفاهم لإنشاء الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا (IMEC)، المستهدف منه زيادة التجارة وتوفير موارد الطاقة وتحسين الاتصال الرقمي.
وفي حين أن الدول الموقعة على المذكرة، لم تقدم التزاما ماليا ملزما، إلا أنها وافقت على إعداد “خطة عمل” لإنشاء الممر في غضون شهرين.
ومشروع “طريق التنمية” الذي أعلنه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أواخر مايو الماضي، يشمل الطريق البري والحديدي الممتد من العراق إلى تركيا وموانئها.