تظاهران إيران خطر اضطرابات تشهدها منذ 2009
طهران- أعلن التلفزيون الإيراني الرسمي مقتل ستة أشخاص في مدينة توسركان بمحافظة همدان خلال مظاهرات أمس. كما قتل ثلاثة في منطقة شاهينشهر في أصفهان.
كما أعلن حاكم مدينة دورود الايرانية “ماشاء الله نعمتي” أن شخصين اخرين قتلا أمس في المدينة التابعة لمحافظة لرستان إثر اصطدام شاحنة إطفاء بسيارة. وكانت المدينة نفسها شهدت سقوط قتيلين في تظاهرات يوم السبت.
ليرتفع بذلك عدد القتلى في أخطر اضطرابات تشهدها إيران منذ عام 2009 إلى 13 .
وأشار التلفزيون الإيراني إلى أن قوى الأمن تصدت لمحتجين مسلحين حاولوا الاستيلاء على مؤسسات رسمية ومواقع أمنية.
وقال حاكم مدينة دورود ما بأن عناصر وصفها بالمخربة استولت على شاحنة إطفاء كانت في مهمة لإطفاء الحرائق الناجمة عن التظاهرات وقد تم أخذها إلى أحد جسور المدينة.
وأوضح المسؤول الإيراني أنه تم رمي الشاحنة من فوق الجسر حيث سقطت على سيارة كانت تمر وقتها مما أدى إلى مقتل راكبيها.
يشار إلى أن المدينة شهدت سقوط قتيلين في مظاهرات يوم السبت، وقد حمّلت السلطات المسؤولية لأفراد مرتبطين بالمعارضة الإيرانية بالخارج وأجهزة استخبارات أجنبية.
ونقلت وكالة رويترز عن وسائل إعلام إيرانية قولها إن الشخصين قتلا في الاحتجاجات التي تشهدها إيران في بلدة بجنوب غرب البلاد.
من جهتها قالت وكالة الصحافة الفرنسية، نقلا عن النائب المحلي هداية الله خادمي “لقد تظاهر سكان من إيذج على غرار ما حصل في سائر أنحاء البلاد احتجاجا على الصعوبات الاقتصادية لكن للأسف قُتل شخصان وأصيب آخرون بجروح (…) ولا أعلم إذا كان إطلاق النار مصدره قوات الأمن أو متظاهرون”.
احتجاجات متواصلة
وتواصلت الاحتجاجات الليلة الماضية لليوم الرابع على التوالي، حيث خرجت مظاهرات ليلية في أكثر من مدينة إيرانية، من بينها مناطق في العاصمة طهران.
وردد المتظاهرون شعارات مناهضة لسياسات الحكومة، وطالبوا بوقف دعم النظام السوري وحلفاء إيران في لبنان وغزة والالتفات إلى حال الإيرانيين في الداخل.
وأقدم متظاهرون على إحراق حاويات القمامة في بعض الشوارع وتحطيم سيارات وواجهات محال تجارية وبنوك.
إثارة الشغب
وقالت الداخلية الإيرانية إنها لن تتساهل مع من يتعرض للممتلكات العامة وحذرت من أنها ستتعامل مع هؤلاء باعتبارهم مثيري شغب.
من جانبه، أعلن المساعد الأمني لمحافظ العاصمة طهران أن السلطات اعتقلت نحو مئتي شخص من المحتجين في مظاهرات أمس في العاصمة.
كما أكد بأن السلطات أفرجت عن قسم منهم بينما أحالت البعض الآخر للسلطة القضائية لمحاكمتهم بتهمة التخريب والعبث بأمن المجتمع.
وفي سياق متصل قالت مصادر إيرانية إن السلطات حظرت موقع تلغرام الواسع الانتشار في البلاد، وقيدت استخدام موقع إنستغرام لأسباب قالت إنها تتعلق بالأمن الداخلي.
ونقل موقع الإذاعة والتلفزيون الرسمي عما سمّاه مصدرا مطلعا أن الحظر الذي شمل موقع تلغرام مؤقت.
احتجاجات ومطالب
وانطلقت المظاهرات الخميس في مدينة مشهد ثاني أكبر مدن إيران، قبل أن تنتشر وتشمل مدنا أخرى. وتركزت الاحتجاجات على التضخم والبطالة، لكن بعض المتظاهرين عبروا عن غضبهم من تركيز السلطات على الوضع في سوريا وملفات إقليمية أخرى بدلا من تحسين الظروف داخل البلاد.
في المقابل، خرجت مظاهرات طلابية مؤيدة للنظام أمام جامعة طهران أمس السبت، وندد المتظاهرون بما سموها فتنة جديدة.
وفي تعليقه على الأحداث قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن الدستور يكفل للشعب حرية التعبير عن رأيه، وإن حكومته ترحب بالنقد البناء، لكنه أكد خلال اجتماع للحكومة رفضه أي تحركات تستهدف أمن إيران واستقرارها.
وأضاف أن من واجب الحكومة أن تستجيب لمطالب الشعب وتحققها، داعيا إلى الوحدة بين الشعب والحكومة لتجاوز مشكلات البلاد.