دراسة علمية تكشف زيف ادعاءات الإعلام الفرنسي تجاه مونديال قطر
كشفت دراسة علمية قام بها فريق البحث المشكل من الدكتور محمد الفاتح حمدي، والدكتور هشام عكوباش من جامعة قطر، والدكتور فيصل من جامعة فرنسا، عن الخلفيات التي ينطلق منها الإعلام الفرنسي في تناوله لموضوع كأس العالم في قطر.
وأكدت الدراسة العلمية التي عُرضت بمنتدى الأساتذة بقسم العلوم الاجتماعية بجامعة قطر، أن الإعلام الفرنسي بمختلف وسائله المكتوبة والمسموعة والبصرية والإلكترونية شن مؤخرا حملة إعلامية دعائية ضد كل ما يتعلق بتنظيم دولة قطر لكأس العالم 2022.
واعتبرت الدراسة هذه الهجمة الشرسة على قطر من طرف الإعلام الأجنبي ليست بالجديدة، إذ كانت هناك حملات دعائية متكررة على الإسلام والمسلمين والعرب وكل معتقداتهم ورموزهم خلال السنوات الماضية.
وفي كل مرة يعاد السيناريو نفسه من طرف الإعلام الأجنبي الذي يتعامل مع قضايا العرب والمسلمين بنوع من الحقد والكراهية، وأيضا غياب المصداقية والموضوعية والحيادية في التناول الإعلامي.
تشويه صورة الدول المسلمة
كما أشارت الدراسة إلى أن الصحافة الفرنسية على اختلاف توجهاتها وسياستها التحريرية، إلا أنها اتفقت على الإساءة لدولة قطر كدولة عربية مسلمة منظمة لكأس العالم لأول مرة في الشرق الأوسط، وذلك عن طريق تقديم حقائق مزيفة ليس لها وجود على أرض الواقع، أو من خلال تضخيم بعض القضايا التي لا تستحق التناول الإعلامي.
وقد ركز فريق البحث خلال الأشهر الأخيرة على متابعة ما ينشر في الصحافة الفرنسية، وتم رصد عددا كبيرا من المقالات الصحفية والتحقيقات التي تناولت قضية تنظيم دولة قطر لكأس العالم.
ولكن ما ميز تلك التغطيات الإخبارية خروجها عن الأطر القيمية لمعالجة الأخبار في أي مؤسسة إعلامية، وأيضا عدم الالتزام بأخلاقيات الممارسة الإعلامية في نقل الأخبار بكل مصداقية وموضوعية ونزاهة.
حيث اتجهت الصحف الفرنسية في اتجاه اتهام دولة قطر واستخدام أسلوب تصيد الأخطاء التقنية والفنية والتركيز على النقاط السلبية واهمال العناصر الإيجابية في القضية، واقصاء الطرف الثاني من المعالجة الإخبارية في كل الملفات المتعلقة بتنظيم دولة قطر لكأس العالم.
طرح إعلامي غير مهني
وأشارت الدراسة إلى أن هذا الطرح الإعلامي يعتبر مرفوضا في أعراف العمل الإعلامي، حيث يضرب مصداقية هذه الصحف في معالجتها لمثل هذه الأخبار قبل شهر من تنظيم دولة قطر لكأس العالم 2022.
كما يطرح تساؤلات واستفهامات حول الدافع من وراء هذه الاتهامات وأيضا من يحرك هذه الآلة الدعائية ضد دولة قطر، ولكن عندما نعود قليلا إلى الماضي يمكن لنا معرفة الخلفيات والدوافع التي تدفع الإعلام الأجنبي للهجوم على أي حدث أو قضية لها علاقة بالمسلمين والعرب، فقضية تنظيم كأس العالم من طرف دولة قطر تعتبر قضية من بين القضايا التي تناولها الإعلام الفرنسي بطريقة غير مهنية، وهذا يعتبر تعدي على أخلاقيات مهنة الصحافة.
تجاهل الإنجازات عمداً
ويؤكد الدكتور محمد الفاتح حمدي من جامعة قطر، وأحد المشاركين في الدراشة، أنه ومع اقترب موعد تنظيم تظاهرة كأس العالم لأول مرة في دولة عربية مسلمة.
ومع اقتراب الموعد بدأت معالم جاهزية دولة قطر تتضح للعيان على أرض الواقع، حيث تجاوزت كل العقبات والصعوبات والتحديات التي واجهتها على مختلف الجبهات، ورفعت التحدي لأجل استقبال كأس العالم في الأراضي القطرية، ولم يبق عن تنظيم هذه التظاهرة مجرد أيام معدودة.
وقد أبرز الإعلام القطري والعربي في السنوات الأخيرة المنجزات التي أنجزتها دولة قطر من ملاعب وطرق وبنى تحتية وفنادق ومدن جديدة وأماكن للترفيه والتسلية وغيرها من المنجزات الكبيرة التي سيكتشفها الجمهور العالمي لأول مرة في دولة عربية مسلمة، ولكن توجد جهات كثيرة لم تعد تتحمل النجاحات التي تحققها دولة قطر لأجل تنظيم هذه التظاهرة العالمية، حيث وظفت كل الوسائل لأجل افشال هذا العرس العالمي.
حملة ممنهجة
وأوضح أن الإعلام الفرنسي يعتبر طرف في هذه الحملات الدعائية، حيث مع اقتراب موعد انطلاق هذه التظاهرة شن الإعلام الفرنسي بمختلف أطيافه ووسائله حملة شرسة ضد دولة قطر، من خلال تقديم مغالطات كثيرة في ما يتناوله من أخبار وأحداث وتحقيقات وصور، ومحاولة التشكيك في قدرة دولة قطر على تنظيم هذه التظاهرة العالمية.
حيث ركز في حملته الدعائية على ملفات كثيرة منها قضية العمالة الأجنبية وأيضا ملف الظروف المناخية، وأيضا قضية المنشآت والفنادق، وحقوق المثليين، وغيرها من الملفات التي يدعي الإعلام الفرنسي بأن قطر ليست جاهزة لأجل تنظيم هذه التظاهرة.
تهم جاهزة ضد قطر
وإذا كان الإعلام الفرنسي والأجنبي بصفة عامة يحاول التشكيك في تنظيم دولة قطر لكأس العالم ويحاول إلصاق تهم جاهزة فهذا يكون بسبب وجود أقلام مأجورة وجهات معروفة تدعم هذه الحملات الدعائية بالمال لأجل التأثير على الرأي العام العالمي، كما يوجد ضمن هذه المؤسسات الإعلامية العديد من رؤساء التحرير يحملون حقد دفين وكره لكل ما هو عربي وإسلامي، ويستغلون الفرص لأجل الاستثمار في مثل هذه الأحداث.
كما أن الصحافة الفرنسية ومن يقف من ورائها ومن يدعمها بالمال سواء من داخل فرنسا أو من خارجها ينظرون بنظرة استعلاء للمجتمعات العربية والإسلامية ويعتبرون أنفسهم أصحاب الحضارة والتقدم والتكنولوجيا وأن المجتمعات الأخرى مجرد مستهلكة لما تنتجه حضارتهم المهترئة، ولم يتقبلوا حقيقة قدرة دولة قطر على تنظيم كأس العالم.
وقد تم الصاق تهم جاهزة بدولة قطر مثل قضية المناخ وانعكاساته على التظاهرة الرياضية، حيث اتهموا دولة قطر بأنها ساهمت بشكل كبير فيما يسمى بالانحراف البيئي والانحباس الحراري بسبب تجهيز الملاعب بالمكيفات ومحطات النقل.
ولكن ما سجلناه من خلال الدراسة العلمية هناك تلاعب بالإحصائيات والأرقام لاتهام دولة قطر وجعلها من بين الدول الأكثر تلوثا، الشيء الذي تفنده كل الدراسات العلمية والإحصائية.
حيث تشير بعض الأبحاث العلمية إلى أن حصة فرنسا من انبعاث غازات أوكسيد الكاربون يفوق ثلاث مرات مجموع حصة دولة قطر بحكم أن هناك فرقا شاسعا في تعداد السكان.
لا أدلة على انتهاك حقوق العمال
وأوضحت الدراسة أنه بخصوص قضية حقوق العمال وظروف العمل والتي اهتمت بها الصحافة الفرنسية واتهمت دولة قطر بعدم احترامها وانتهاج سياسة منافية للأعراف والمواثيق الدولية، دون تقديم أدلة وإحصاءات موثقة.
وقد تجاهلت الصحافة الفرنسية كل المساعي التي قامت بها دولة قطر لإصلاح قانون العمل والقوانين التنظيمية التي تتعلق بعالم الشغل والتي أكدتها المنظمة الدولية للعمل التابعة لمنظمة الأمم المتحدة. أما فيما يخص حوادث العمل فتعتبر فرنسا التلميذ السيء في مجال حوادث العمل، ففي عام 2019 تم إحصاء 656000 حادث وقد بلغ عدد ضحايا العمل 733 وفاة، ويعد معدل وفيات حوادث العمل في فرنسا الأولى في أوروبا 3.5 وفاة لـ 100000 عامل، حسب إحصائيات EUROSTAT
توجيه الرأي العام بمعلومات خاطئة
أما قضية نقص في هياكل التأطير فإن الصحافة الفرنسية تحاول تغليط الرأي العام العالمي بنشرها لمعلومات عارية من الصحة عن عدم قدرة دولة قطر تسليم كل المشاريع قبل انطلاق كأس العالم، رغم ما تنشره وتعلن عنه اللجنة العليا للمشاريع والإرث بأن كل مشاريع كأس العالم جاهزة وقد تم تسليمها في وقتها، وهذا مؤشرا آخر على أن الصحافة الفرنسية لا تتحرى المصداقية في نقل المعلومة وتسعى بكل الطرق لأجل تشويه مكانة قطر واتهامها بأنها غير قادرة عن تنظيم هذه التظاهرة الرياضية العالمية.
أما حقوق المثليين فقد حاولت الصحافة الفرنسية من خلال تناولها لهذا الموضوع اتهام دولة قطر بأنها تقف ضد هذه الفئة، وأنها ممنوعة من دخول إلى دولة قطر، وتطالب الصحافة الفرنسية بضمان حقوق هذه الفئة وأيضا حرية تنقلهم وممارساتهم، وهي على دراية أن التشريعات مختلفة من بلد لآخر، ومن الغرابة أن تكون مطالب متعلقة بالعادات والتقاليد والتشريعات لكل بلد كشرط للمشاركة أو من عدمها في تظاهرة رياضية مثل كأس العالم.
كما أن الصحافة الفرنسية نفسها طالبت سابقا من الجاليات العربية والمسلمة المتواجدة في فرنسا في مناسبات كثيرة احترام عادات وتقاليد وثقافات الشعب الفرنسي.
الحملة مستمرة حتى نهاية البطولة
وفي ختام هذا الدراسة أشار فريق البحث إلى أن هذه الحملة الدعائية الإعلامية لن تتوقف لغاية إعلان انطلاق البطولة العالمية في دولة قطر، وحينها ستسقط كل الدعايات والشائعات والأكاذيب، وستختفي الأقلام المأجورة والبلدان المدعمة لهذه الحملات الدعائية، لأن الحقيقة أصبحت مكشوفة للرأي العام العالمي، وأن قطر قادرة على تنظيم أفضل نسخة لكأس العالم، وأن جميع ضيوف دولة قطر سيكونون سعداء بالاستقبال والتنظيم وسيتعرفون عل دولة قطر وعادات وتقاليد وثقافة العرب والمسلمين، وستتغير الصورة المغلوطة التي تشكلت عن العرب والمسلمين لسنوات طويلة بسبب التنميط الحاصل من طرف الإعلام الأجنبي الذي لن يتوقف عن الإساءة للعرب والمسلمين.