شوارع باريس تغرق بآلاف الأطنان من القمامة بسبب الإضراب

تراكمت آلاف الأطنان من القمامة في شوارع العاصمة الفرنسية باريس بعد أسبوع على بدء إضراب عمال جمع النفايات احتجاجا على مشروع الإصلاح الحكومي لنظام التقاعد، وفق ما أعلنه مجلس مدينة باريس الأحد.

وتوقف العمل في ثلاث محطات لحرق القمامة خارج العاصمة لتتجمّع أكياس القمامة على طول أرصفة بأكملها وتفيض الحاويات.

وأعلنت وكالة “سيتكوم” المسؤولة عن نفايات المنازل أنها غيّرت مسار شاحنات جمع النفايات إلى مواقع أخرى للتخزين والمعالجة في المنطقة فيما لم تلجأ بعد إلى الشرطة.

وجمع عمال النظافة في المدينة على مدى الأسبوع الماضي القمامة من نصف أحياء باريس فقط. وأثّر الإضراب على بعض أبرز مناطق المدينة مثل الجادتين الخامسة والسادسة.

ولم تتأثر المناطق التي تتولى شركات خاصة مسؤولية جمع النفايات فيها.

وحسب الكونفدرالية العامة للعمل (سي جي تي) اليسارية المتشددة، يمكن لجامعي النفايات والسائقين التقاعد حاليا من سنّ 57 عاما، لكن سيتعيّن عليهم العمل عامين إضافيين بموجب خطط الإصلاح، التي ما زالت تتيح حق التقاعد المبكر للأشخاص الذين تعد ظروف عملهم صعبة.

وتشير الكونفدرالية إلى أن متوسط العمر المتوقع للعاملين في مجال جمع النفايات يعد أقل بما بين 12 و17 عاما من المعدّل بالنسبة للبلاد بأكملها.

ويقوم الإجراء الرئيسي في الإصلاح على رفع الحد الأدنى العام لسن التقاعد من 62 إلى 64 عاما، وهو أمر يرى كثيرون أنه غير منصف بالنسبة للأشخاص الذين بدؤوا العمل في سن مبكرة.

وازداد غضب النقابات بعدما رفض ماكرون الخميس طلبا منها للقائه معتبرا أن المسار الآن “أمام البرلمان” بعد “المشاورات” التي أجرتها رئيسة الوزراء إليزابيت بورن والتعديلات التي أدخلت على النص.

وصرح ماكرون بعد ظهر الجمعة أن إصلاح النظام التقاعدي يجب أن يمضي “حتى خواتيمه” في البرلمان ملمحا إلى أنه لا يستبعد شيئا بما في ذلك إقرار القانون بدون طرحه على التصويت وفق مادة من الدستور تسمح للحكومة باستصدار نص تشريعي بدون إقراره في البرلمان.

وفرنسا من الدول الأوروبية التي تعتمد ادنى سن للتقاعد ولو أن أنظمة التقاعد غير متشابهة ولا يمكن مقارنتها.

ويراهن الرئيس الفرنسي بجزء كبير من رصيده السياسي بطرح هذا المشروع الذي يطمح لأن يكون أبرز إجراء في ولايته الثانية ويرمز إلى عزمه على الإصلاح، غير أنه يصطدم برفض كبير من الفرنسيين.

ومن غير المؤكد ما إذا كانت الإضرابات القابلة للتمديد التي تحدث منذ الثلاثاء وتطال قطاعات رئيسية في الاقتصاد من نقل وطاقة وغيرهما ستتواصل.

في باريس، تتراكم القمامة في بعض الدوائر، فيما طلبت هيئة النقل الجوي الفرنسية من شركات الطيران إلغاء 20% من رحلاتها المقررة السبت والأحد بسبب إضراب مراقبي الحركة الجوية.

كذلك، أعلنت شركة السكك الحديد الفرنسية العامة الجمعة أنّ حركة النقل ستكون “مضطربة بشدة”، لافتة إلى أن ذلك سيستمر في نهاية الأسبوع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
الوطن الخليجية