صحيفة أمريكية: هيمنة إيران بالمنطقة محفوفة بالمخاطر
واشنطن- قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية إن إيران حققت نفوذا في الشرق الأوسط يتفوق على أي نفوذ حصلت عليه قوة منافسة لها بالمنطقة طوال الخمسين عاما الماضية، وبات بروزها السريع يضع تحديات جديدة أمام أميركا وإسرائيل والسعودية نظرا إلى أنه يهدد الهيمنة السابقة لهذه الدول.
وتساءلت الصحيفة في تقرير طويل لها عن الحروب التي خاضتها إيران بخبرائها ومستشاريها والمليشيات الموالية لها في المنطقة، وعن حدود التمدد الإيراني، وعما إذا كان يمنح طهران المزيد من القوة أم المزيد من المشاكل.
وأشار التقرير إلى أن إيران وميلشياتها خرجت من الحروب التي شنت ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا ولبنان منتصرة وأصبحت قوة إقليمية عظمى لا يضاهيها أحد وبقدرات عنيفة وناعمة تمكنها من تشكيل الأحداث في الشرق الأوسط بمستوى لم تعهده من قبل.
وقال التقرير إن منطقة الشرق الأوسط تميزت بسعي الحكام فيها منذ الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر مرورا بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين إلى ملالي إيران اليوم للهيمنة، وإن المنطقة ظلت بوتقة اختبار رئيسية في العالم للسعي إلى الهيمنة الجيوسياسية، بالإضافة إلى تدخلات القوى العظمى الخارجية مع كثير من النتائج الفاشلة، لكن إيران اليوم حققت نفوذا لم تحققه أي قوة أخرى غيرها.
وحققت إيران نفوذها الحاضر نتيجة لسياسات أميركا، ففي أفغانستان أطاحت واشنطن بطالبان، وفي العراق أطاحت بصدام حسين وهما عدوان استراتيجيان لها، لكن ومنذ 2011 كانت سياسات إيران بالإضافة إلى التدخلات القوية من حلفائها -خاصة روسيا- والافتقار للحماسة من قبل أعدائها هي التي تسببت في الوضع الذي تتمتع به طهران حاليا.
ويبدو أن ما أشار إليه الرئيس الإيراني حسن روحاني في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بقوله إنه وبدون إيران لن يتم اتخاذ أي خطوة مصيرية في العراق وسوريا وشمال أفريقيا ومنطقة الخليج يعبر عن الوضع الراهن بالمنطقة.
وأشار التقرير إلى فشل الدولة المنافسة لإيران في المنطقة -وهي السعودية- في صد تمدد طهران بكل من اليمن ولبنان.
ومع ذلك، قال التقرير إن إيران تواجه وستواجه مخاطر قوية في حروبها الخارجية بالمنطقة، إذ تواجه في كل الساحات معارضة من الطائفة السنية تحد من قدرتها على السيطرة، كما يواجه حلفاؤها غضبا وانتكاسات.
وتواجه طهران أيضا معارضة حتى من الشيعة الوطنيين في العراق مثل الموقف الذي عبر عنه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي اختار طريقا وطنيا برفضه الانضمام منتصف 2015 لحلف إيراني روسي محافظا على تحالفه مع الولايات المتحدة، قائلا إن إيران ساعدت بالفعل في إنقاذ العراق من قبضة تنظيم الدولة “لكنها أرسلت لنا فاتورة بالحساب”.
وأشار التقرير أيضا إلى تشكل صورة سلبية عن إيران في المنطقة والعالم لدعمها النظام السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد المتورط في جرائم حرب متعددة من استخدامه السلاح الكيميائي إلى قصفه بدون تمييز الأهداف المدنية بالبراميل المتفجرة.