فرنسا تواجه اتهامات بانتهاك حقوق العمال الأفارقة في منشآت “أولمبياد 2024”
تواجه فرنسا موجة من الانتقادات بشأن سوء أوضاع العمال الأفارقة العاملين في المنشآت الرياضية التي ستقام عليها دورة الألعاب الأولمبية الصيفية “باريس 2024″، حيث عرضت قناة “BFM” الفرنسية تقريرًا يتضمن شهادات لعمال أفارقة يعملون منشآت الأولمبياد يتعرضون لانتهاكات حقوقية تتمثل في تدني الأجور والتأخر في صرفها، بالإضافة إلى الإقامة في مساكن غير مناسبة.
JO de Paris 2024: le tabou des travailleurs sans-papiers sur les chantiers pic.twitter.com/E5VemM1Y9r
— BFM Paris Île-de-France (@BFMParis) January 22, 2023
ويشتكى عمال من عدم صرف الرواتب بشكل منتظم وتراكمها لعدة أشهر وعند الدفع يتم صرف راتب شهر واحد فقط.
وأشارت تقارير إعلامية فرنسية إلى أن هناك الكثير من العمال المهاجرين يعملون بدون أي أوراق أو تصاريح عمل في مواقع منشآت دورة ألعاب “باريس 2024”.
وقال المواطن المالي (غابي) إنه يضطر إلى العمل لعدد ساعات كبير قد يصل إلى 11 ساعة مقابل مبلغ زهيد يقدر بـ80 يورو في اليوم، مشيرًا إلى أنه وافق على هذا الوضع الشاق بسبب عدم امتلاكه أوراق، بحسب “فرانس 24”.
ويقول العمال إنهم يتعرضون للابتزاز في مواقع العمل، بسبب عدم حصولهم على أوراق قانونية، موضحين أنهم لا يفرضون العمل الإضافي الشاق حتى لا يتم طردهم من العمل، لذا يضطروا إلى الموافقة على الأعمال الشاقة ولساعات طويلة.
وفي منتصف ديسمبر 2022، أكدت صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية -في تحقيق لها- حول العمل بدون أوراق إقامة وعقود عمل في مواقع البناء بفرنسا، حيث التقت بعشرة مواطنين من جمهورية مالي متواجدين في فرنسا بشكل غير قانوني، توظفهم شركة مقاولات تعمل في المشاريع المخصصة لأولمبياد 2024، بعضهم مسؤول عن حمل أكياس إسمنت تزن عشرات الكيلوغرامات، ويصعدون بها 13 طابقًا، والبعض الآخر متخصص في بناء الخرسانة المسلحة.
وبعد ذلك، يقوم هؤلاء العمال الأجانب الذين لا يحظون بأي ضمان اجتماعي وقانوني، بالحفر ويبنون الجدران ويصنعون أعمال البناء، “كل ذلك مقابل ما يزيد قليلاً على 80 يورو غير مصرح بها في اليوم، بغض النظر عن الظروف المناخية ودون يوم عطلة”.
ونقلت الصحيفة الفرنسية -حينها- عن أحد العمال ويدعى “عبدو” معاناة العمال المهاجرين، حيث قال: “ليس لدينا حقوق.
ليس لدينا ملابس عمل، ولا توفر لنا أحذية أمان، ولا نتقاضى أجراً مقابل التنقل. ليس لدينا الحق في الفحوصات الطبية، ولا عقود عمل. إذا مرض أحدنا أو أصيب، يَقومون بتغييره في اليوم التالي”.
يشار إلى أن فرنسا عكفت -حتى قبل أيام من انطلاق صافرة مونديال قطر- على توجيه اتهامات للدوحة بانتهاك حقوق عمال منشآت كأس العالم 2022، حتى وصل الأمر إلى أن العاصمة باريس ومدن أخرى مثل مرسيليا وبوردو وستراسبورغ وريمس وليل وروديه، أعلنوا الامتناع عن عرض مونديال قطر 2022 في الأماكن العامّة لأسباب متعلّقة بحقوق العمال بشكل رئيسي وأسباب أخرى بيئيّة
وكانت قد كشفت صحيفة ليبراسيون الفرنسية في تحقيق لها حول العُمال بدون أرواق إقامة وعقود عمل في مواقع البناء، عن استغلال فرنسا لمهاجرين غير نظاميين (بلا أوراق) للعمل في المشاريع المخصصة لدورة الألعاب الأولمبية التي ستحتضنها باريس عام 2024.
ويأتي تحقيق صحيفة ‘‘ ليبراسيون ’’ في الوقت الذي يقدم فيه بعض المسؤولين السياسيين ووسائل الإعلام الدروس عن قطر، منتقدين تنظيمها لبطولة كأس العالم، لا سيما بشأن مصير بعض العمال المهاجرين الذين ماتوا في مواقع البناء وفقا لمنظمة العفو الدولية.