بومبيو يضغط باتجاه شطب السودان من قائمة الإرهاب
عين على التعويضات وأخرى على التطبيع
كشفت مجلة “فورين بوليسي” عن جهود يقودها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو للضغط من أجل شطب اسم السودان من قائمة الإرهاب.
وقالت المجلة إن عدداً من أعضاء الكونغرس يعملون مع بومبيو في سبيل رفع اسم السودان من القائمة قبل انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني.
جاء ذلك بعد تعهد سوداني بدفع أكثر من 330 مليون دولار لتعويض حادثتي تفجير سفارتي أمريكا في نيروبي ودار السلام، وغيرها من الأحداث.
وكانت رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك أعلن قبل أيام أن بلاده أوفت بالالتزامات المطلوبة لإغلاق الملف ورفع السودان من القائمة الأمريكية.
وواجهت السودان خسائر تقدر بحوالي 300 مليار دولار بعد عقوبات مشددة طالت البلاد من إعلانها ضمن القائمة قبل ربع قرن تقريباً.
ومنذ إزاحة الرئيس السوداني عمر البشير من السلطة العام الماضي، يسعى المسئولون السودانيون إلى رفع العقوبات المفروضة عن بلادهم.
وتحركت الحكومة السودانية مع الإدارة الأمريكية في سبيل تحقيق هذا الهدف.
وزار بومبيو الخرطوم في أول زيارة لوزير أمريكي منذ سنوات.
ومع محاكمة البشير والتغييرات السياسية في البلاد، تشهد الأوساط الرسمية الأمريكية دعماً متزايداً من أجل رفع العقوبات عن السودان.
وأوضحت المجلة أن عدداً من النواب الأمريكيين يبذلون جهوداً متواصلة لإقناع زملائهم بدعم الأمر وتقديم الدعم اللازمة للتحولات المدنية في السودان.
ووجه بومبيو رسالتين منفصلتين لعدد من النواب أكد فيها أن بلادهم أمام فرصة لا تتكرر لتقديم تعويضات لضحايا “هجمات القاعدة”.
وشدد أن شطب السودان من القائمة سيكون بمثابة فرصة لدعم الحكومة الانتقالية التي يقودها المدنيون في السودان.
وأوضح أن هذه الحكومة تخلصت من نظام البشير الذي كانت تصرفاته سببا في إدراج السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب.
القائمة والتطبيع
وتسعى الإدارة الأمريكية إلى المضي بسرعة في هذا الأمر لما سيمثله من نجاح على مستوى السياسية الخارجية.
وهذا ما يراه فرصة لتعزيز جهود الرئيس دونالد ترامب قبيل الانتخابات العامة خلال أقل من شهرين.
وكان الطرفان الأمريكي والسوداني دخلا في مفاوضات طويلة على مدار أشهر بعد الإطاحة بالبشير لتهيئة الوضع لإعادة العلاقات.
يأتي ذلك تزامناً مع الجهود الأمريكية التي أفضت إلى اتفاق تطبيعي بين الإمارات وإسرائيل، واتفاق مماثل مع البحرين تم توقيعهما الأسبوع الماضي.
ولكن الواضح أن الأمر لا يتوقف عند رفع العقوبات، فالفرصة لها علاقة باستغلال رفع العقوبات كورقة ضغط تحقيق اتفاق تطبيعي بين السودان وإسرائيل.
وهذا تكرر في الأروقة الخلفية للمباحثات بين الجانبين وحتى بشكل رسمي وواضح.
وكان للقاء رئيس المجلس العسكري عبد الفتاح البرهان مع نتنياهو قبل أشهر صدىً في الأوساط الأمريكية والإسرائيلية.
وقال البرهان، عقب اللقاء الذي تم بتنسيق أمريكي إماراتي، إن إسرائيل ستساعد السودان في رفع اسمه من قائمة الإرهاب.
وكان بومبيو ربط صراحة بين رفع العقوبات عن السودان وبين التوصل إلى اتفاق تطبيعي مع إسرائيل.
وأعلن ترامب بشكل متكرر عن وجود دول خليجية وعربية في طريقها إلى عقد اتفاقيات تطبيعية خلال الفترة القادمة.