قطر: بيانا القمتين الخليجية والعربية صدرا دون تشاور.. وهذا موقفنا مما يحدث في ليبيا والسودان واليمن

أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن البيانين الختاميين للقمتين الخليجية والعربية اللتين عقدتا في مكة المكرمة قبل أيام صدرا دون استشارة الدول المشاركة، مشددًا على أن دولة قطر تحفظت على البيانين لأنهما تضمنا بنودًا لا تتفق مع السياسة الخارجية للدوحة.

وأشار آل ثاني إلى أن قطر تحفظت على البيانين أيضًا لأنهما ركزا بشكل رئيس على التصعيد مع إيران، دون الحديث عن سياسة الحوار.

ولفت إلى أن إصدار البيانات لم تتم وفق الإجراءات الاعتيادية، إذ تُعرض أولًا على كبار المسؤولين ليبدوا رأيهم فيها، ثم الوزراء كاشفًا عن أن ما جرى هو “توزيعها على الدول المشاركة لاعتمادها”.

وذكر أن قطر تحفظت على بند بيان القمة الخليجية الذي تحدث عن وحدة مجلس التعاون الخليجي، متسائلًا باستغراب “كيف يصح الحديث عن وحدة خليجية بينما تحاصر ثلاث دول خليجية دولة خليجية أخرى!”.

وانتقد الوزير القطري تجاهل قمم مكة معاناة وأزمات الكثير من الشعوب العربية، ولاسيما في سوريا واليمن وليبيا، إضافة لمعاناة الشعب الفلسطيني المتواصلة مع الاحتلال، بينما يتم التركيز فقط على قصف لأنابيب نفط وتعرض سفن تجارية لأعمال تخريبية.

وبشأن الأزمة الخليجية، أكد وزير الخارجية انفتاح بلاده على كل المبادرات لحل الأزمة، على أساس الاحترام المتبادل والجلوس لطاولة الحوار، وأن تطرح دول الحصار تحدياتها ومخاوفها، وبالمقابل تطرح قطر مخاوفها وتحدياتها التي تولدت لديها بعد الحصار.

فلسطين وليبيا واليمن والسودان

أما فيما يتعلق بخطة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط المسماة “صفقة القرن”، قال آل ثاني إنه لا يمكن إبداء الرأي فيها قبل الاطلاع عليها.

وشدد على أن موقف قطر قائم على عدم تجاوز الشعب الفلسطيني، وتأييد الحل السلمي وفقا للشرعية الدولية القائمة على حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطين على حدود عام 1967 وعودة اللاجئين.

وفي سياق متصل، كشف الوزير القطري عن اتصالات مع الأميركيين بشأن مؤتمر المنامة الاقتصادي. مضيفًا أن “الأمريكيين أكدوا أن المؤتمر يهدف فقط لمناقشة أفكار اقتصادية دون اعتماد خطة اقتصادية تتجاوز الفلسطينيين”.

ولفت إلى أن قطر أبلغت الأميركيين قناعتها باستحالة تحقيق ازدهار اقتصادي دون توفير بيئة سياسية ملائمة، وهذه تتأتى فقط من خلال القرارات السياسية العادلة، التي تكفل حق الشعب الفلسطيني.

وبشأن ما يحدث في ليبيا ولاسيما هجوم قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر على طرابلس، أكد المسؤول القطري دعم بلاده حكومة الوفاق الشرعية التي تأسست بناء على اتفاق الصخيرات.

وأبدى استغرابه من مواقف دول تزعم أنها تدعم الحكومة الشرعية سياسيا، بينما تدعم حفتر عسكريا لمحاربة الحكومة الشرعية.

وفيما يتعلق باليمن، تمنى آل ثاني أن يوقف التحالف السعودي الإماراتي حربه على اليمن، وأن يفتح المجال لليمنيين للعودة فيما بينهم للحوار ويضع حدا لهذه الحرب التي طالت لسنوات.

وشدد على رفض العنف ضد المدنيين من أي دولة أو جهة كانت.

أما فيما يجري بالسودان، قال الوزير القطري إن رؤية قطر تقوم على أن الشعب السوداني خرج للشارع بمطالب عادلة، وأن الجيش استجاب وعزل الرئيس عمر البشير.

وأعرب عن أمله أن تتفق الأطراف المعنية بالسودان على آلية محددة تحقق الاستقرار والمدنية التي يطالب بها السودانيون.

 

انطلاق قمتين عربية وخليجية في مكة بمشاركة قطرية رفيعة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
الوطن الخليجية