قوات الدعم السريع تسيطر على المتحف القومي بالخرطوم وتنهب ما بداخله
قالت نائبة مدير المتحف القومي السوداني يوم السبت إن قوات الدعم السريع سيطرت على المتحف في الخرطوم، وطلبت من القوات شبه العسكرية الحفاظ على القطع الأثرية الثمينة الموجودة داخل المتحف التي تشمل مومياوات.
وقالت إخلاص عبد اللطيف إن عناصر من قوات الدعم السريع، التي تخوض قتالا مع الجيش على السلطة منذ منتصف أبريل، دخلت المتحف يوم الجمعة.
وأضافت أن العاملين بالمتحف ليسوا على علم بالوضع داخله لأنهم توقفوا عن العمل هناك بعد اندلاع الصراع فجأة في 15 أبريل نيسان، مما أجبر الشرطة التي تحرس المنشأة على الانسحاب.
ونشرت قوات الدعم السريع مقطعاً مصوراً من داخل المتحف ظهر فيه أحد الجنود وهو ينفي إلحاق أي ضرر بالمتحف أو إمكانية حدوث ذلك، ويدعو أي فرد أو منظمة لزيارة المتحف للتحقق من صدق حديثه.
وأظهر المقطع بعض مقاتلي قوات الدعم السريع وهم يغطون مومياوات مكشوفة بملاءات ويغلقون الصناديق البيضاء التي كانت بداخلها المومياوات. ولم يتضح بعد متى جرى الكشف عن المومياوات وسبب ذلك.
فيما اتهمت بعض المصادر قوات الدعم السريع بالبدء في نهب القطع الأثرية من داخل المتحف وسرقة المومياوات ونقلها الى مكان مجهول.
#متداول | ميليشيا المتمرد حميدتي تحتل المتحف القومي في الخرطوم#طيبة #السودان pic.twitter.com/FywfHJgmnN
— قناة طيبة الفضائية (@TaybaSD) June 3, 2023
ويقع مبنى المتحف على ضفة النيل وسط الخرطوم بالقرب من مبنى البنك المركزي في منطقة تشهد بعضا من أعنف معارك الصراع.
ومن بين آلاف القطع الأثرية التي لا تقدر بثمن مومياوات محنطة تعود إلى 2500 عام قبل الميلاد، مما يجعلها من بين أقدم القطع الأثرية في العالم وأكثرها أهمية.
وقال حاتم النور المدير السابق للمتحف القومي إن المبنى يحتوي أيضا على تماثيل وأوان فخارية وجداريات قديمة وكذلك قطع أثرية تعود إلى فترات مختلفة بداية من العصر الحجري إلى العصرين المسيحي والإسلامي.
وقالت روكسان تريو العضو بفريق آثار فرنسي كان يعمل في السودان إن الفريق يتابع أوضاع المتحف عبر الأقمار الصناعية ورصد بالفعل علامات يحتمل أنها تشير إلى أضرار وقعت قبل يوم الجمعة، مع وجود علامات على اندلاع حريق.
وزادت حدة المعارك في اليومين الماضيين بعدما لاقت هدنة موقتة أبرمت بوساطة سعودية-أميركية بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، مصير سابقاتها بانهيارها بشكل كامل.
ومنذ اندلاع النزاع في 15 أبريل، لم يفِ الجانبان بتعهدات متكررة بهدنة ميدانية تتيح للمدنيين الخروج من مناطق القتال أو توفير ممرات آمنة لإدخال مساعدات إغاثية.
وقال الهلال الأحمر إن القتال أرغم متطوعيه على دفن 180 شخصا بدون التعرف الى هوياتهم، هي 102 في مقبرة الشقيلاب في الخرطوم، و78 في إقليم دارفور (غرب)، وهما المنطقتان اللتان تشهدان المعارك الأكثر احتداما.
وتعهد طرفا النزاع مرارا حماية المدنيين وتأمين الممرات الإنسانية، الا أن هذه الوعود لم تنفذ ميدانيا.