لجنة التحقيق في إنهيار بنك كريدي سويس تفرض السرية على وثائق التحقيق 50 عاماً

قالت صحيفة “Aargauer Zeitung” السويسرية في تقرير لها إن اللجنة البرلمانية التي ستتولى التحقيق في أسباب انهيار مصرف كريدي سويس العريق ستحجب وثائقها عن النشر لمدة 50 عاماً وهو ما أثار مخاوف لدى المؤرخين السويسريين بشأن شفافية التحقيقات.

وقالت الصحيفة إن لجنة التحقيق ستسلم ملفاتها، التي تشمل إفادات الشهود والوثائق، إلى الأرشيف الاتحادي السويسري بعد ما يزيد كثيرا عن الفترة المعتادة وهي 30 عاما

ولم يرد البرلمان السويسري حتى الآن على طلب التعليق على تقرير الصحيفة.

وأعرب ساشا زالا، رئيس الجمعية السويسرية للتاريخ في رسالة إلى إيزابيل تشاسو، رئيسة اللجنة البرلمانية التي ستتولى التحقيق، عن قلقه من طول المدة الزمنية.

وأضاف: “في أفضل وضع، ينبغي أن يكون من الممكن توفر الأرشيف وإتاحته بعد انتهاء فترة الحماية المناسبة، وإذا لزم الأمر، قد يخضع لظروف البحث التاريخية”.

ومن المقرر أن يركز عمل اللجنة على أنشطة الحكومة السويسرية والبنك المركزي والمنظم المالي خلال الفترة التي سبقت استحواذ مصرف “يو بي إس” على كريدي سويس لإنقاذه من الإفلاس في مارس – آذار الماضي.

وتملك لجنة التحقيق البرلمانية، وهو التحقيق الخامس من نوعه في تاريخ سويسرا، حرية استدعاء أعضاء بالحكومة للشهادة.

وبدأت اللجنة أول اجتماعاتها يوم الخميس الماضي حيث شددت على أهمية سرية إجراءاتها.

واجه “كريدي سويس” خطر الانهيار عندما هبطت أسعار أسهمه أكثر من 30% خلال جلسة التداول في 15 مارس – آذار الماضي، في أعقاب انهيار ثلاثة مصارف إقليمية أميركية.

تدخلت حينها الحكومة السويسرية والمصرف المركزي والهيئات الناظمة للقطاع المالي وأجبرت “يو بي إس” على إطلاق عملية استحواذ بقيمة 3,25 مليار دولار أُعلن عنها في 19 مارس.

وقالت صحيفة بليك السويسرية الأسبوع الماضي أن البنك الأهلي السعودي سعى لزيادة حصته في بنك كريدي سويس من 9.88 % إلى نحو 40 %، لكن هيئة مراقبة السوق المالية السويسرية (فينما) رفضت ذلك.

ووافق بنك يو.بي.إس في 19 مارس على شراء كريدي سويس مقابل ثلاثة مليارات فرنك سويسري (3.4 مليار دولار) في عملية إنقاذ، تدخلت فيها السلطات السويسرية، لثاني أكبر بنك في سويسرا الذي كان على حافة الانهيار.

ويتعين الحصول على موافقة قبل أن يحصل أي مستثمر أجنبي في سويسرا على حصة تزيد على 10% في أي من البنوك الكبرى.

ونقلت “رويترز”، الأحد، عن الصحيفة السويسرية التي لم تفصح عن مصادرها، أنه لم يتضح سبب معارضة الهيئة لهذه الخطوة التي كانت ستتضمن ضخ البنك الأهلي السعودي، الذي كان أكبر مساهم في كريدي سويس، خمسة مليارات دولار في البنك.

وأحجم كريدي سويس عن التعليق، بينما لم يتسن الحصول على تعليق سواء من فينما أو البنك الأهلي السعودي.

وأكمل يو.بي.إس عملية الاستحواذ الطارئة الشهر الماضي ليصبح أحد عمالقة القطاع المصرفي وإدارة الثروات في سويسرا بميزانية تبلغ 1.6 تريليون دولار، كما بات يدير أصولا تتجاوز قيمتها 5 تريليونات دولار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
الوطن الخليجية