لماذا انسحبت المعارضة السورية من مؤتمر سوتشي؟

موسكو- انطلق مؤتمر الحوار الوطني السوري في مدينة سوتشي الروسية اليوم الثلاثاء متأخرا عن موعده الأصلي بأكثر من ساعتين، بسبب خلاف انتهى بانسحاب وفد المعارضة السورية القادم من أنقرة، وتوكيله الوفد التركي بحمل مطالبه.

وقال وفد المعارضة السورية في بيان إن “أيا من الوعود التي قطعت لم تتحقق، فلا القصف الوحشي على المدنيين توقف، ولا أعلام النظام أزيلت عن لافتات المؤتمر وشعاره، فضلا عن افتقاد أصول اللياقة الدبلوماسية من قبل الدولة المضيفة”.

وأضاف الوفد “بقينا في المطار رافضين الدخول تحت علم ولافتات النظام، لهذا قرر الوفد عدم المشاركة في مؤتمر سوتشي ومقاطعته والعودة إلى أنقرة”.

وألقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في افتتاح المؤتمر كلمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي قال فيها إن هذا المؤتمر “فريد من نوعه لأنه يجمع أطيافا اجتماعية وسياسية مختلفة للمجتمع السوري”.

وذكر لافروف أن الشعب السوري وحده له الحق في تقرير مصيره. وقال “نحن بحاجة لأي حوار فعال بين السوريين من أجل تحقيق تسوية سياسية شاملة تلعب فيها الأمم المتحدة دورا قياديا”.

ووقف بعض المشاركين في المؤتمر وقاطعوا لافروف متهمين روسيا بقتل المدنيين في غاراتها الجوية في سوريا.

وطلب لافروف من المشاركين السماح له بإنهاء كلمته، وقال إن الفرصة ستتاح لهم للكلام لاحقا.

وقرر وفد المعارضة السورية القادم من أنقرة والمكون من نحو مئة شخص الانسحاب من المؤتمر بسبب خلاف يتعلق بشعار المؤتمر الذي يحمل علم النظام السوري.

وكان وفد المعارضة -الذي وصل مساء أمس الاثنين- رفض الخروج من مطار سوتشي بسبب شعارات المؤتمر الملصقة في أرجاء المطار، كما رفض تسلم بطاقات المشاركة لأنها تحمل علم النظام السوري أيضا.

ورفض الجانب الروسي إزالة تلك الشعارات، وقام الوفد التركي بتعليق مشاركته بسبب هذا الخلاف، ثم قرر العودة لاحقا بعد الاتفاق على انسحاب وفد المعارضة.

من جانبها، قالت الخارجية الروسية إن تأخير انطلاق المؤتمر يرجع إلى فرض إحدى مجموعات المعارضة المسلحة القادمة من تركيا شروطا إضافية للمشاركة. وقالت مصادر في الوزارة إن وزيري الخارجية الروسي والتركي بحثا المسألة في اتصال هاتفي.

وانطلق المؤتمر بمشاركة المبعوث الأممي إلى سوريا ستفان دي ميستورا، بينما قاطعته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.

وكانت الهيئة العليا للمفاوضات السورية -وهي أبرز ممثل للمعارضة- قررت عدم المشاركة في مؤتمر سوتشي، في حين أقنعت تركيا نحو مئة شخصية من المعارضة بالمشاركة قبل أن يقرروا الانسحاب.

ويفترض أن تشارك شخصيات أخرى قادمة من القاهرة ودمشق في المؤتمر ممثلة للمعارضة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
الوطن الخليجية