مؤسسة كارنيجي: تضارب المصالح البحرية بين السعودية والإمارات في اليمن سبب رئيسي لاستمرار الحرب
قالت مؤسسة “كارنيجي” الأمريكية لأبحاث السلام، أن معالجة المصالح البحرية المتضاربة للسعودية والإمارات هي شرط رئيسيٌ لإنهاء الحرب في اليمن.
وأكد تحليل نشرته المؤسسة أن معالجة المسائل المتعلّقة بالرهانات البحرية للرياض وأبوظبي هي شرطٌ للتوصّل إلى اتفاق سلام دائم فيما يتعلق بالنزاع المتواصل في اليمن منذ مارس 2015.
وأشارت الدراسة إلى أن تضارب الأولويات البحرية بين الشريكين الرئيسين في التحالف أسفر عن توتر العلاقات بينهما لكنهما تجنبا القطيعة الكلية بينهما.
وتحدثت الدراسة التحليلية لمعهد كارنيجي، عن إعادة توجيه الامارات لاستراتيجيتها البحرية في اليمن من خلال تغليب مصالحها على مصالح شركائها في التحالف.
وتمثّلت أهداف الإمارات الرئيسة في السيطرة على أهم السواحل اليمنية وممرات الشحن والمضي في تطبيق استراتيجية سلسلة الموانئ.
لكن ووفقاً لهذه القراءة فقد أوقدت هذه الخطوات جذوة الخصومة بين الرياض وأبوظبي لأنها أماطت اللثام عن تباين مصالحهما في اليمن.
وبحسب التحليل فقد شكلت الأهداف البحرية صُلب تفكير الإماراتيين والسعوديين عندما انخرطوا في الحرب على اليمن.
وتطرقت الدراسة إلى تبني التحالف لمسألة الانفصال في اليمن، لأن ذاك سيعزّز من وجهة نظرها نفوذها على موانئ جنوب البلاد.
وخلص المعهد البحثي إلى أنه وعلى الرغم من التفاؤل الحاصل نتيجة المفاوضات الجارية بين صنعاء والرياض إلا أن الجهود التي تبذلها قوى التحالف للاستمرار في توسيع نطاق نفوذهما في المناطق الساحلية ينبئ بنزاع مديد بين الرياض وابوظبي.
وتشهد مناطق اليمن الخاضعة لسيطرة التحالف، الكثير من جولات الصراع بين السعودية والإمارات عبر وكلائهما المحليين التي وصلت للصراع المسلح ومحاولة كل جماعة ازاحة الأخرى.
ودمرت الحرب في اليمن، الذي تقول الأمم المتحدة إنه يعاني أسوأ أزمة إنسانية في العالم، البنية التحتية لقطاع الصحة في بلد يعيش في فقر مدقع ويعتمد 80 % من سكانه البالغ عددهم 32.6 مليون على المساعدات.
وتقول الأمم المتحدة إنها تواجه في اليمن أكبر انخفاض سنوي في تمويل أي خطة إنسانية منسقة في العالم، حيث بلغت الفجوة التمويلية في خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن خلال العام الماضي نحو 55 %.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة ( يونيسيف ) إن أكثر من عشرة آلاف طفل قتلوا أو أصيبوا بسبب النزاع الدامي المستمر في اليمن للعام الثامن على التوالي.
وأعلنت حنان سليمان، نائبة المدير التنفيذي للمنظمة في اليمن “نناشد جميع أطراف النزاع حماية الأطفال والمدنيين أينما كانوا، وإزالة الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب”.