مصر تضغط على عباس لمنع حرب غزة
كشفت مصادر مصرية مطلعة عن نية رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء عباس كامل القيام بجولة جديدة لدفع مسارات جهود تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، والتهدئة بين المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة، والاحتلال الإسرائيلي.
ونقلت صحيفة العربي الجديد عن المصادر تأكيدها أن جولة رئيس الاستخبارات المصرية ستقوده لزيارة العاصمة الأردنية عمان، ومدينة تل أبيب في الكيان الإسرائيلي، ورام الله، حيث سيلتقي برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وقادة حركة فتح.
وتتضمن المشاورات التي ينوي اللواء كامل اجرائها في جولته تثبيت التهدئة في قطاع غزة، وعدم التصعيد من جانب الاحتلال الإسرائيلي أو حركة حماس، لحين التوصل لاتفاق يقود إلى هدنة طويلة الأمد.
وأوضحت المصادر أن لقاء عباس كامل بالرئيس محمود عباس المفترض نهاية الأسبوع المقبل سيبحث مراجعة بعض البنود التي حددتها السلطة الفلسطينية وحركة فتح في إطار ردها على الورقة المصرية للمصالحة
ويعد اللواء عباس كامل أقوى مسؤولي النظام المصري، حيث شغل لسنوات منصب مدير مكتب الرئيس السيسي، قبل أن يصبح رئيسا لجهاز المخابرات العامة.
وقالت المصادر إنه من المنتظر أن تحسم الجولة عدة نقاط عالقة، مع وجود رغبة إقليمية بالتقدم خطوة في ملف التهدئة مع قطاع غزة، وتحسين معيشة أكثر من 2 مليون فلسطيني يعيشون فيه تحت وقع حصار إسرائيلي مشدد منذ 12 عاما.
ورأت المصادر أن كافة الأمور مهيأة أكثر من أي فترة سابقة لإتمام اتفاق يقود إلى تحسين أوضاع المواطنين في قطاع غزة، إلا أن العقبة الوحيدة هي موقف الرئيس عباس غير المبرر.
وأضافت المصادر المصرية أن “اللواء عباس كامل سيذهب هذه المرة برسالة واضحة لعباس بتصديق من أعلى مستوى وهو الرئيس عبد الفتاح السيسي، إما أن يتعاون في مسار المفاوضات التي أبدت فيها حماس تجاوباً كبيراً مع الدور المصري، أو أن ترفع مصر أيديها عن مفاوضات المصالحة وتنسحب تماما على أن تتعامل مع حماس كطرف منظم للحدود الشرقية، ومعبر رفح الحدودي بين غزة ومصر”.
وفي هذه السياق، قالت المصادر إن “مصر تقوم باتصالات على أعلى مستوى مع الجانب الأردني؛ لكونه الداعم الأكبر الحالي لعباس، في إطار محاولات تليين موقف السلطة الفلسطينية، لتسريع مسار قطار المصالحة، وعدم الوصول بالمنطقة لحرب جديدة سيتحمل الجميع تبعاتها”.
وأشارت المصادر إلى توفر مساعدات مالية دولية لتخفيف الأوضاع الكارثية في قطاع غزة، لكنها متوقفة فقط على إتمام ملفي المصالحة والتهدئة، للدخول إلى القطاع وقطْع شوط كبير في عمليات إعادة الإعمار”.
وكانت مصادر مصرية قد كشفت أن “عباس هدد في اتصالات مع الجانب المصري بحلّ السلطة الفلسطينية وإعادة صياغة التعريفات الخاصة بالقضية الفلسطينية، فتتحول إسرائيل لسلطة احتلال ويعود الشعب الفلسطيني إلى مربع شعب يقاوم من أجل التحرر من الاحتلال” على حد قولها.
وفي ذات السياق، أكدت مصادر أخرى وجود موافقة مصرية على سفر وفد قيادي من حركة حماس برئاسة رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية من غزة للقيام بجولة خارجية ستقوده لعدة دول بينها مصر وقطر وتركيا وقد تشمل إيران.
وقالت المصادر إن جولة وفد حماس قد تتزامن مع جولة اللواء عباس كامل.