مظاهرات في السودان و دعوات لإسقاط حكومة حمدوك

انطلقت في العاصمة السودانية الخرطوم ومحافظات أخرى، يوم السبت، مظاهرات دعت لها قوى سياسية سودانية لإحياء الذكرى الثانية لثورة 19 ديسمبر/كانون الأول 2018.

و شهدت الخرطوم اليوم مظاهرات متفرقة في مدن العاصمة الثلاثة الخرطوم وبحري وام درمان في الذكرى الثانية لثورة ديسمبر وقد تجمعت في مناطق مختلفة في شارع الستين ومحطة سبعة بالصحافة وشارع الحرية ومناطق أبو حمامة وبعض مناطق بحري وأم درمان مواكب تضم آلاف الشبان.

ومن المفارق ان كل الوان الطيف السياسي من مؤيدي الحكومة ومعارضيها وما بينهم باركوا هذه المظاهرات ودعووا انصارهم للمشاركة فيها كل لسببه.

وانقسمت مطالب المحتجين بين من يطالب بتحقيق مطالب الثورة الاقتصادية وتحسين ظروف المعيشة، ومن يدعو لإسقاط الحكومة الانتقالية برئاسة عبد الله حمدوك بدعوى “فشلها في تحقيق أهداف الثورة”.

ويطالب الناشطون بمحاسبة رموز النظام السابق، ومحاسبة المسؤولين عن قتل المتظاهرين أثناء الثورة ولا سيما خلال فض الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش.

ويأتي الحراك في ظل انتشار كثيف لقوات الشرطة والجيش وإجراءات أمنية مشددة شملت إغلاق جميع الجسور الرابطة بين مدن الخرطوم الثلاث.

وعلى الرغم من اتفاق معظم المتظاهرين على المطالبة بمحاكمة عناصر النظام السابق ومرتكبي الجرائم الإنسانية، ومنها مجزرة اعتصام القيادة العامة في يونيو 2019 والتي راح ضحيتها نحو 800 قتيل ومفقود، إضافة إلى تحسين الخدمات وتشكيل البرلمان، إلا أن هنالك اختلاف في الطريقة.

وقال محمود سراج، وهو شاب عشريني مشارك في المظاهرة، إنهم يريدون تغييرا جذريا يعود بالثورة إلى مربع الصفر وإزاحة كافة مكونات السلطة الانتقالية الحالية التي وصفها بـ “الفاشلة”، لكن أحمد وهو طالب جامعي يرى أن الثورة يجب أن تركز على تصحيح المسار.

كما يطالب المتظاهرون بالتسريع في تشكيل المجلس التشريعي، وينددون بتشكيل “مجلس الشركاء” الذي تعتبره التفافا على المجلس التشريعي الذي يفترض أن يكون رقيبا على السلطة.

وفي منطقة الصحافة جنوبي الخرطوم، أشعل المحتجون إطارات سيارات، ورددوا هتافات “الشعب يريد إسقاط النظام”.

وفي الفتيحاب بمحلية أم درمان في الضفة الغربية من نهر النيل، ردد مناصرو الحزب الشيوعي السوداني هتافات للمطالبة بإسقاط الحكومة، كما رفعوا لافتات كتب عليها “19 ديسمبر 2020 من أجل حل المشكلة الاقتصادية”.

وفي منطقة حلفا الجديدة بولاية كسلا (شرق)، حمل المحتجون لافتات عليها شعارات “الإطاحة بالجميع”، و”تسقط بس”، و”لا للعلمانية.. لا للغلاء”.

كما هتف المحتجون في ميدان رئيسي بمنطقة الضعين بولاية شرق دارفور للمطالبة بإسقاط الحكومة الانتقالية التي يترأسها عبد الله حمدوك.

وكان الجيش السوداني أغلق صباح اليوم كل الطرق المؤدية للقيادة العامة وسط الخرطوم، في خطوة ذكرت مصادر عسكرية أن هدفها ضمان الأمن.

وأشارت وكالة السودان للأنباء إلى أن الحكومة وضعت خطة لتأمين المظاهرات لتجنب الأخطاء التي صاحبت مظاهرات سابقة.

من جهته، هنّأ رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان الشعب السوداني بذكرى الثورة، وتعهد بأن القوات المسلحة ستظل الضامن والحامي للثورة السودانية ومكتبساتها، حسب تعبيره.

واندلعت الاحتجاجات الشعبية في مثل هذا اليوم من عام 2018 تنديدا بتردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، مما دفع قيادة الجيش إلى عزل عمر البشير من الرئاسة يوم 11 أبريل/نيسان.

شاهد أيضاً: دعوات سودانية لتظاهرات شاملة الخميس

المصدر+

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
الوطن الخليجية