واشنطن بوست: الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي لإنقاذ نتنياهو المأزوم وتضخيم إنجازات ترامب

قال الكاتب داود كتاب في مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست”، إن الاتفاقية الإماراتية الإسرائيلية خطوة مصطنعة لتضخيم إنجازات ترامب .

ورأى كتّاب أن ما جرى حقيقة هو “بضاعة مستعملة يتاجر بها هؤلاء القادة.”

وكتب أن الاتفاقية حسبما أعلن فإن حكومة بنيامين نتنياهو الفاسدة ستوقف خططها الأحادية لضم الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأضاف أن حكومة نتنياهو ستفعل ذلك في مقابل التطبيع مع دولة خليجية صغيرة ولكنها غنية.

وأردف أن الإشكال مع الضجة القائمة حول الأمر هي أن هذه الاتفاقية ليست تاريخية أو نوعية ولن تجلب السلام بين الإسرائيليين والعرب في أي وقت قريب.

فعلياً، نتنياهو جمّد خطة الضم الأحادية بعد معارضة دولية شديدة لانتهاكها القانون الدولي، وحتى أن نصف الإسرائيليين عارضوا ذلك الأمر.

وفي الجانب الآخر، فإن دولة الإمارات نقضت الوعود التي قطعتها للفلسطينيين والعرب بعدم التطبيع مع إسرائيل.

كما أنها نظمت مجموعة من الفعاليات التي شاركت فيها إسرائيل وحملت إشارات تظهر مدى عمق العلاقات الثنائية.

قدوم ترامب

ومع قدوم ترامب تغيرت الأمور في ظل إدارته السقيمة في نظرتها تجاه السلام ومنحت إسرائيل ما تريد ولم تأتي بالفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات.

وأشار كتاب إلى أن توقيت ومضمون هذه الاتفاقية لا يمكن تجاهله بينما يواجه نتنياهو اتهامات موثقة بالفساد ويحاول التملص من اتفاقه مع بيني غانتس.

ومن هذا المنطلق فإنه يسعى إلى تحسين فرصه لخوض انتخابات عامة هي الرابعة خلال عامين.

في المقابل، يواجه ترامب تدنياً كبيراً في شعبيته، ويأمل من خلال دعم اليمين الصهيوني الذي يضم يهوداً ومسيحيين إنجيليين مادياً، وجاء الاتفاق ليروج كأحد إنجازات ترامب .

وخص بالذكر المليادير اليهودي شيلدون أديلسون صديق نتنياهو الذي استاء من عدم دعم ترامب لنتنياهو بما فيه الكفاية لتنفيذ خطة الضم.

كما أن ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، عانى من هزائم مدوية في اليمن وليبيا، ويسعى إلى تحقيق أي نصر دبلوماسي ليستعيد وضعه.

ويأتي ذلك في وقت تعاني فيه بلاده من أزمة اقتصادية ضخمة خاصة مع اعتمادها على السياحة بشكل كبير.

سيرك مهين

وفي المحصلة، إذا نفذت إسرائيل خطة الضم فإن اتفاقيات السلام مع مصر والأردن ستواجه تهديداً كبيراً، مع احتمال فرض عقوبات من الاتحاد الأوروبي.

إن المأساة في كل هذا تقع على الفلسطينيين الذي سيتم إزاحتهم من كل المفاوضات “التاريخية” وخطط “السلام”.

ولكن السلام الحقيقي لن يتأتي سوى بالالتزام الحقيقي والجاد بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية ديمقراطية ومسالمة.

حتى ذلك الحين، فإن كل ما يتم حالياً هو جزء من “السيرك الدبلوماسي المهين.”

اقرأ أيضاً:

“لوفيغارو”: الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي قفزة إلى المجهول

اتفاق سلام تاريخي بين الإمارات وإسرائيل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
الوطن الخليجية