منظمة مصطفى قادري تستجدي جمع الأموال بادعاء جهودها بالدفاع عن العمال

في واقعة أثارت انتقادات حقوقية وإعلامية واسعة، عمدت منظمة “إيكوديم” (Equidem) للأبحاث والاستشارات التابعة للباكستاني مصطفى قادري، إلى إطلاق حملة استجداء لجمع التبرعات المالية بادعاء جهودها بالدفاع عن العمال.

وأبرزت أوساط حقوقية وإعلامية أن خطوة قادري في استجداء جمع الأموال عبر منظمة “إيكوديم” جاءت بعد فشلها الذريع في حملة التحريض على مونديال كأس العالم 2022 المقام في قطر.

ولجأت المنظمة بشكل مكثف في الأيام الأخيرة، إلى استغلال حسابها الرسمي على تويتر وموقعها الالكتروني لاستجداء جمع الأموال من متبرعين حول العالم بادعاء جهودها في الدفاع عن العمال لاسيما العاملين في منشآت كأس العالم.

وبحسب الأوساط الحقوقية والإعلامي فإن قادري لجأ بشكل مفضوح إلى استغلال الأضواء المسلطة على حدث مونديال كأس العالم من أجل كسب التعاطف وجميع التبرعات المالية.

ومن بين منشوراتها، ادعت منظمة “إيكوديم” بأن ليلة الإقامة في فنادق قطر خلال مباريات كأس العالم 2022 تبلغ تكلفتها مبلغ خمسة آلاف دولار أمريكي، وحثت على التبرع لها بهذا المبلغ.

كما استخدمت المنظمة اقتباسات لشخصيات مشهورة حول العالم للإيحاء بأن تلك الشخصيات تقوم بدعمها وبالتالي حشد الدعم المتابعين لها وهو ما قوبل بالسخرية بسبب عدم منطقية الأمر.

ورجح متابعون لمسيرة قادري أن يكون الدعم المالي المقدم له من دولة الإمارات العربية المتحدة منذ سنوات قد تعرض للانحسار أو حتى الوقف التام بسبب فشل حملته على قطر، ما دفعه إلى إطلاق حملة استجداء تبرعات.

وسبق أن تم نشر وثائق تظهر كيفية تجنيد دولة الإمارات قادري للعمل ضمن مرتزقتها من أجل تبييض سمعة أبو ظبي والهجوم على خصومها في مقدمتهم دولة قطر.

وأظهرت الوثائق أن قادري تم فصله من منظمة العفو الدولية عام 2016 بعد أن عمل لعدة سنوات باحثا في حقوق العمال المهاجرين في الخليج في المنظمة الدولية.

وأكدت الوثائق أن قادري تم فصله بعد ثبوت خضوع لتحقيق بتهم تلقي رشاوي مالية كبيرة من مملكة البحرين بهدف تجنب انتقاد المنامة والتركيز في عمله على مهاجمة استضافة دولة قطر مونديال كأس العالم 2022.

وعقب فصله، أنشأ مصطفى قادري منظمة “إيكوديم” (Equidem) للأبحاث والاستشارات، وذلك بفضل إسهامات مالية مباشرة وغير مباشرة من دولة الإمارات للعمل ضمن مرتزقتها.

وقد وقعت منظمة “إيكوديم” بقيادة قادري عدة عقود رعاية مع منظمات ممولة إماراتيا، من بينها مؤسسة Humanity United التي لديها علاقات وثيقة باستثمارات مشبوهة في أبو ظبي وتتلقى تمويلا منظما منها، بهدف التحريض على دولة قطر.

وأظهرت الوثائق دفع الإمارات عمولات مالية تصل إلى عشرات الملايين من الدولارات للقائمين على مؤسسة Humanity United بغرض نشر مقالات وتقارير مفبركة ضد الدوحة.

وبحسب الوثائق فإن العلاقة التعاقدية ما بين الإمارات ومؤسسة Humanity United بدأت منذ عام 2014، وأن استراتيجية عمل المؤسسة قائم بشكل رئيسي على التحريض الإعلامي على قطر حتى نهاية بطولة كأس العالم 2022.

وأظهرت الوثائق أن مؤسسة Humanity United تنشط في التعاقد مع مؤسسات حقوقية وصحفيين بمبالغ مالية كبيرة مقدمة من الإمارات، ويتضمن ذلك الاشتراط بالهجوم على قطر ومحاولة الإساءة إليه وتشويه صورتها، ومن هؤلاء برز اسم قادري.

كما كشفت الوثائق أن منظمة “إيكوديم” بقيادة قادري أبرمت عدة عقود رعاية وتعاون مع مؤسسات منبثقة عن لوبي الإمارات الحقوقي في أوروبا تلقت تمويلا إماراتيا منذ عام 2015 لاستهداف قطر حتى نهاية عام 2022.

إضافة إلى ذلك أظهرت الوثائق تعاون قادري مع مؤسسات إماراتية في برامج تزعم أنها مخصصة لتحسين حقوق العمال ومن ذلك برنامج بتمويل إماراتي ضخم عبر مجلس الإمارات للأبنية الخضراء.

وقد أطلق المشروع مجلس الإمارات للأبنية الخضراء بالشراكة مع بنك “إتش إس بي سي الشرق الأوسط” بالتعاون مع شريك التدريب “إيكوديم” (Equidem) وشريك المعرفة “ملتيبليكس” (Multiplex).

وزعم البرنامج أنه يستهدف دعم جهود تحقيق رفاه العمال بما ينسجم مع قوانين العمل السارية في دولة الإمارات واتفاقيات منظمة العمل الدولية التي صادقت عليها الدولة.

ولجأ مصطفى قادري مرارا إلى إطلاق التصريحات الإيجابية عن دولة الإمارات في محاولة لتبييض صورتها وغسل سمعتها لاسيما في ظل تزايد وتيرة الانتقادات الدولية الموجهة إليها على خلفية ملف العمال.

وبهذا الصدد صرح خلال توقيع إحدى الاتفاقيات الممولة إماراتيا بأن الإمارات “تمضي قدماً بمسيرة التحول نحو ممارسات الأعمال الأكثر استدامة بما يتماشى مع أرقى المعايير الدولية”، مدعيا أن أبوظبي تحرص على معالجة القضايا المرتبطة بعافية العمال وتحسين ظروفهم المالية.

وأشار قادري إلى وجود آلاف العمال في دبي والإمارات الأخرى ويعملون في قطاع الإنشاء والتشييد والقطاعات الأخرى المرتبطة بها، لذلك مهم تمكين هؤلاء العمال من معرفة حقوقهم وتوعية أصحاب العمل والأطراف المعنية الآخرين.

في مقابل ذلك كرس مصطفى قادري عمل المنظمة على شن حملات تحريض ضد دولة قطر وإثارة ملف العمل فيها متجاهلا تقارير منظمة العمل الدولية وغيرها التي تبرز التقدم الكبير في قوانين الدوحة وتنظيمها ملف العمال وتقدمها الكبير على بقية دول الخليج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
الوطن الخليجية