ميدل إيست: قطر كانت تخطط للقاء أردوغان والسيسي منذ أشهر
كشف موقع “ميدل إيست آي” أن قطر كانت تخطط لمصافحة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي و الرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ أشهر و أن اللقاء لم يكن وليد الصدفة أو اللحظة.
وقال الموقع أنه لم يكن من قبيل المصادفة أن تظهر صورة أمير قطر “تميم بن حمد آل ثاني” مبتسما في الخلفية عندما تصافح الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” ونظيره المصري “عبدالفتاح السيسي” للمرة الأولى قبيل حفل افتتاح كأس العالم لكرة القدم في قطر.
وقالت عدة مصادر للموقع إن الدوحة كانت تحاول التوسط لعقد اجتماع قصير بين “السيسي” و”أردوغان” منذ الصيف الماضي. وقال مصدر تركي إن “أردوغان” لم يكن متحمسا في البداية لفكرة مصافحة شخص سبق أن وصفه بـ”القاتل” و”الديكتاتور”.
وعلى مدى سنوات، تبنى “أردوغان” خطابا معاديا لـ”السيسي” رداً على الانقلاب العسكري الذي قاده “السيسي” ضد الحكومة المنتخبة ديمقراطياً في البلاد.
وقال المصدر: “أرادت قطر حل جميع المشاكل بين البلدين، وحاول الأمير أن تحدث هذه المصافحة خلال كأس العالم”.
وبالرغم من محادثات المصالحة التي استمرت عامًا بين تركيا ومصر، بقيت العلاقات مشحونة نتيجة مجموعة من القضايا منها المصالح المتنافسة في ليبيا ووجود قادة الإخوان المسلمين في تركيا.
ومع ذلك، يعتقد المسؤولون الأتراك أن ما كانت تسعى إليه القاهرة حقًا هو مصافحة “أردوغان”، الأمر الذي من شأنه أن يكون اعترافا كاملا بـ”السيسي” كرئيس شرعي لمصر.
كأس العالم يجمع الفرقاء .. الرئيس التركي #أردوغان والرئيس المصري عبد الفتاح #السيسي #مونديال_قطر_2022 #قطر_الاكوادور #قطر2022 pic.twitter.com/ukOwwSXbPQ
— الوطن الخليجية (@alkhaleja) November 20, 2022
وهناك عدة نظريات تفسر الدافع القطري لمثل هذه المصالحة. ويقول “علي باكير”، وهو زميل غير مقيم في “أتلانتك كاونسل”: “أراد القطريون إظهار أن الرياضة يمكن أن تكون أداة رائعة لتعزيز السلام والاستقرار والازدهار لجميع الدول بما في ذلك تلك المنخرطة في الصراع”.
وأضاف “باكير” أن الدوحة خططت في الأصل للقيام بمبادرات أخرى مماثلة مثل ترتيب مصافحة أخرى بين ملك المغرب ورئيس الجزائر، الخصمين اللدودين اللذين لا تربطهما علاقات دبلوماسية في الوقت الحالي. لكن غياب الملك “محمد السادس” حال دون حدوث ذلك.
ولدى قطر أيضًا مصلحة سياسية في التقريب بين تركيا ومصر. ومنذ انتهاء الحصار المفروض على قطر في يناير/كانون الثاني 2021، سعت الدوحة لتعزيز علاقاتها مع مصر، وصعدت من مساعيها في الأشهر الأخيرة من خلال ضخ 3 مليارات دولار في البنك المركزي المصري في وقت تريد فيه القاهرة تنويع محفظتها من الدائنين الخليجيين.
ويقول بعض المطلعين في أنقرة أن الأشهر الأخيرة شهدت توترات بين السعوديين والمصريين من جهة والإمارات من جهة أخرى.
ويعتقد “باكير” أن التقارب التركي المصري سيعزز بدوره العلاقات القطرية السعودية، وقد يدفع الإمارات إلى تعميق علاقاتها مع تركيا.
ويقول “أندرياس كريج” من كينجز كوليدج لندن: “لدى قطر مصلحة في إصلاح العلاقات في جميع أنحاء المنطقة للتقريب بين الرعاة الخارجيين في ليبيا من أجل تمهيد الطريق لاتفاق سياسي أكثر استدامة في ليبيا”.
ومنذ عام 2019 عندما هاجمت قوات شرق ليبيا الحكومة المعترف بها دوليًا في طرابلس، دخلت تركيا في صدام مباشر مع الإمارات ومصر اللتين دعمتا الهجوم.
ووفقًا لـ”كريج”، فإن قطر أصبحت الآن محل ثقة كل من مصر وتركيا، ما جعلها قادرة على إنجاز المصافحة بين “السيسي” و”أردوغان”.