وزير المالية: السودان سيخفض الدعم وينفذ برامج “أمان” للفقراء
قال وزير المالية السوداني إن السودان سيقدم مساعدة مالية مباشرة لأفراد الطبقة العاملة لإنشاء شبكة أمان تعوض آثار الإصلاحات الاقتصادية وخفض الإنفاق، بما في ذلك رفع الدعم الحكومي عن بعض السلع الأساسية.
وتدعم الحكومة السودانية بشدة الخبز والبنزين، مما يسمح لجميع المستهلكين بدفع جزء بسيط من سعره الفعلي.
وقال وزير المالية إبراهيم البدوي إنه “لا يمكننا القيام بأي إصلاحات اقتصادية دون إصلاح الدعم السلعي”.
وفي حديثه في المجلس الأطلسي، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، قال البدوي إن الحكومة ستقدم مدفوعات مباشرة للأشخاص المحرومين لموازنة التخفيضات.
وسيخلق البرنامج أيضًا وظائف للشباب، الذين سيساعدون في إجراء استبيان لتحديد الأسر المؤهلة للحصول على المساعدة.
وقال “بدلاً من دعم المنتجات البترولية لفئات الدخل المتوسط والدخل المتوسط الأعلى في الخرطوم وغيرها من المدن.. دعونا نعيش في الواقع لمُثُلنا المتمثلة في ثورة السلام والحرية والعدالة”.
وأضاف “دعونا نخصص الموارد لأولئك الذين يحتاجون إليها”.
والبدوي جزء من الحكومة الانتقالية التي تقود البلاد بعد الانتفاضة الشعبية التي أدت إلى الإطاحة بالزعيم عمر البشير في أبريل/ نيسان.
وفي مواجهة الاحتجاجات على تشكيل حكومة مدنية، توصل الجيش السوداني، الذي سيطر على البلاد بعد البشير، إلى اتفاق لتقاسم السلطة مع المعارضة في أغسطس/ آب.
وذكر البدوي أن البلاد من المقرر أن تبدأ خطة مالية مدتها 10 سنوات لإشعال النمو الاقتصادي والحفاظ عليه.
وقال: “إننا نعمل بجد لتحسين مؤسساتنا”، مضيفًا أن الحكومة الجديدة ستنشئ سلطات مستقلة لمراجعة قوانين الاستثمار والإشراف على إصلاح الخدمة المدنية.
وقال الوزير ان الحكومة ستجري ايضا تعدادا لتقييم احتياجات السكان.
كما دعا البدوي إلى حذف السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، قائلاً إن البلاد ورثت “تركة ثقيلة” من النظام القديم.
وكان السودان، الذي استضاف زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن في أوائل التسعينيات، مدرجًا في قائمة واشنطن للدول الراعية للإرهاب منذ عام 1993. وعلى الرغم من رحيل البشير، تبقى البلاد هناك مع سوريا وإيران وكوريا الشمالية.
وقال البدوي “على الرغم من هذه الثورة المجيدة والسلمية، لا يزال السودان مدرجًا كدولة إرهابية. هذا عائق آخر- في الواقع- عائق أمام قدرتنا على إنعاش الاقتصاد”.
ويقيّد الوجود في القائمة وصول البلدان إلى الأسواق المالية العالمية ويحد أيضًا من قدرة الأميركيين على التعامل معهم.
وقال المبعوث الأمريكي الخاص للسودان دونالد بوث، متحدثًا في حدث المجلس الأطلسي نفسه، إن الولايات المتحدة تدعم الحكومة الانتقالية للبلاد.
أما بالنسبة إلى تسمية الدولة الراعية للإرهاب، فقال الدبلوماسي الأمريكي إن شطب السودان يعتمد على التحقق من أن السلطات الجديدة تفي بمتطلبات معينة، دون تحديد ماهية هذه الشروط.
وقال بوث: “ليس من مصلحة أي شخص أن يتم رفع السودان من القائمة إذا كان هناك بالفعل أي رعاية للإرهاب”.