وكالة: حضور بن زايد المنتدى الاقتصادي في روسيا مخاطرة غير محسوبة على صعيد العلاقات مع واشنطن وأوروبا

استضاف أكبر منتدى اقتصادي في روسيا، والذي نبذه الغرب بعد غزو أوكرانيا، رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ضيفا رفيع المستوى في اللحظة الأخيرة، الجمعة.

حيث قام رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة بجولة قصيرة في جناح الدولة في منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي (SPIEF).

هذا الحضور أثار حفيظة كل من الولايات المتحدة و دول أوروبا، التي رأت في حضور رئيس دولة الإمارات دعم غير مسبوق لروسيا من قبل الدولة الخليجية التي سهلت على العديد من رجال الأعمال الروس الهروب من العقوبات الغربية المفروضة على روسيا بسبب الحرب على أوكرانيا.

وحتى صباح الجمعة، كان معظم المسؤولين الأجانب المدرجين في الحضور على المستوى الوزاري إلى حد كبير، يمثلون الدول التي لعبت دورا محايدا في حرب روسيا على أوكرانيا.

وقال الشيخ محمد بن زايد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين: “يسعدني أن أكون هنا اليوم مع سعادتكم، ونود أن نبني على هذه العلاقة ونضع ثقتنا فيكم للقيام بذلك”.

وعُقد المنتدى في المدينة التي شهدت ولادة بوتين ونشأته، وكانت ذات يوم تمثل إحدى القمم الدولية الرئيسية لروسيا.

ومع ذلك، لم يشهد الحدث أي حضور من الدول الغربية منذ حرب أوكرانيا، كما أن ظهور الرئيس الإماراتي البارز يهدد بإثارة غضب الولايات المتحدة وأوروبا المصممة على عزل روسيا في الساحة الدولية.

وبالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة، فإن هذه “مخاطرة محسوبة” هي على استعداد لتحملها، كجزء من سياسة الدولة الخليجية المتمثلة في خفض التصعيد والحوار في عالم يتزايد فيه الاستقطاب، حسبما قال مستشار بن زايد، أنور قرقاش.

وقال الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات: “يجب كسر هذا الاستقطاب”.

وأضاف: “يلتقي الشيخ محمد بن زايد بالكثير من القادة الغربيين، ومن المهم أيضا أن يسمع من الرئيس بوتين، ليكون قادرا أيضا على دعم الجهود الجماعية للمجتمع الدولي، من أجل تجاوز الاستقطاب الحالي”، وتابع: “نحاول أن نسمع كل الأطراف”.

ووصف قرقاش زيارة رئيس الإمارات لروسيا بأنها جزء من تلك السياسة “مخاطر إيجابية محسوبة” لضمان بقاء القنوات مفتوحة مع بوتين.

وفي لقائهما المتلفز، شكر بوتين الشيخ محمد بن زايد على جهوده “لحل القضايا الإنسانية في سياق الأحداث في أوكرانيا المتعلقة بتبادل الأسرى”.

وقالت وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام) إن الشيخ محمد بن زايد تحدث إلى بوتين بشأن تسريع الجهود “للتخفيف من التداعيات الإنسانية للأزمة ودعم مبادرات تبادل الأسرى على الجانبين”.

وقال قرقاش إنه بدلا من اتخاذ “وجهة نظر تقليدية للابتعاد عن الأزمة التي تجتاح الجميع.. علينا حقا التفكير في الاختلاف الإيجابي”.

وفي ديسمبر، توسطت الإمارات في إطلاق سراح لاعبة كرة السلة الأمريكية بريتني غرينر مقابل تاجر الأسلحة الروسي فيكتور بوت.

وقال مسؤول إماراتي كبير، في ديسمبر، إن لقاء الشيخ محمد مع بوتين في أكتوبر من العام الماضي كان جزءا من سبب إطلاق سراح بريتني غرينر.

وقالت دينا إسفندياري، كبيرة مستشاري برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، إن “الإمارات تبني نفوذها على الصعيد العالمي من خلال الوساطة”.

وأضافت إسفنديار، : “بالنظر إلى أنها حافظت على علاقاتها مع روسيا وتتحدث أيضا مع الولايات المتحدة، فهي في وضع جيد للقيام بذلك”.

وبعد مرور عام على الغزو الروسي لأوكرانيا، تُظهر التصرفات المتوزانة للدولة الخليجية سياسة أوسع في جميع أنحاء الشرق الأوسط من الحياد الرصين، فضلا عن عدم قدرة الولايات المتحدة على التأثير على حلفائها في الشرق الأوسط للانضمام إلى المعسكر الغربي ضد خصومها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
الوطن الخليجية