وول ستريت: الإمارات تشعل الحرب في السودان من خلال دعم قوات الدعم السريع بالأسلحة
كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” في تقرير جديد أعده نيكولاس باريو وبينوا فوكون، أن الإمارات غذت الحرب في السودان من خلال دعمها للجنرال محمد حمدان دقلو “حميدتي” مسؤول قوات الدعم السريع بالأسلحة بدلا من إرسال مساعدات إنسانية.
وأشارت الصحيفة أن طائرة شحن هبطت في أكثر مطارات أوغندا حركة بداية يونيو، كانت أوراقها تقول إنها تحمل مساعدات إنسانية من دولة الإمارات إلى اللاجئين السودانيين.
وبدلا من الطعام والإمدادات الطبية المذكورة في وثائق الرحلة، قال مسؤولون أوغنديون إنهم وجدوا عشرات الصناديق البلاستيكية الخضراء في طائرة الشحن مليئة بالذخيرة وبنادق القتال والأسلحة الصغيرة.
وبحسب الصحيفة كانت الأسلحة التي اكتشفت في 2 يونيو الماضي، جزءا من جهد تقوم به الإمارات لدعم الجنرال “حميدتي” مسؤول قوات الدعم السريع أحد طرفي النزاع في السودان الذي يقاتل من أجل السيطرة على ثالث أكبر دولة في أفريقيا.
وقالت وول ستريت جورنال أن تسليح دقلو قد يزيد من التوتر الحاصل بين الولايات المتحدة والإمارات، خاصة أن واشنطن كانت تعمل من أجل إنهاء الحرب لا زيادة نارها.
واتهمت الأمم المتحدة ومنظمات الإنسان ميليشيات الدعم السريع التي يقودها دقلو بارتكاب جرائم وانتهاكات حقوق إنسان وقتل للمدنيين.
وردت الحكومة الأمريكية على سؤال من “وول ستريت جورنال” قائلة إنها تعمل من أجل حل سلمي للنزاع في السودان وتحاول تقديم كل أشكال الدعم لتخفيف المعاناة الإنسانية.
وقالت إنها أرسلت حوالي 2000 طن من المساعدات الإنسانية بما فيها الطعام والأدوية للناس الذين تأثروا بالحرب، وبنت مستشفيات ميدانية في تشاد.
وقال متحدث باسم قوات الدعم السريع، إن الجماعة لا تحصل على الإمدادات العسكرية من الإمارات، ونفى مشاركة مقاتليه في انتهاكات حقوق الإنسان.
ومن المحتمل أن الإمارات تراهن على دقلو لحماية مصالحها في السودان، صاحب الموقع الإستراتيجي على البحر الأحمر، وأيضا نهر النيل الذي يعبر أراضيه، والاحتياطات الهائلة من الذهب بحسب تقرير الصحيفة.
كما تشمل المصالح الإماراتية مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، وحصة في ميناء يخطط لإنشائه بكلفة 6 مليارات دولار على البحر الأحمر.
واتهم مراقبو الأمم المتحدة في السابق، أبو ظبي بإرسال الأسلحة، بما فيها مسيّرات وقنابل موجهة بالليزر وعربات مصفحة إلى خليفة حفتر، أمير الحرب الليبي.
وعمل حفتر ودقلو مع مرتزقة فاغنر، بشكل فتح مجالا للميليشيا السودانية للحصول على النفط من الآبار الواقعة تحت سيطرة حفتر في ليبيا، وكذا سيطرتها على مناجم الذهب السوداني.
وكان البيان الخاص بالرحلة في 2 يونيو، يفيد بأنها مساعدات إنسانية لهؤلاء اللاجئين الذين فرّوا إلى تشاد.
وفي دارفور، قامت قوات الدعم السريع والميليشيات المرتبطة بها، بمداهمة البيوت والقرى واغتصاب النساء ونهب البيوت وقتل المدنيين، وذلك منذ بداية الحرب في أبريل، بحسب تقارير المنظمات المحلية والدولية، بما فيها منظمة هيومان رايتس ووتش.
وبعد اكتشاف عدد من القبور الجماعية في يوليو، قال المدعي العام للمحكمة الجنائية، إنه يقوم بالتحقيق في إمكانية ارتكاب جرائم حرب بدارفور، والتي شهدت إبادة جماعية بداية القرن الحالي.
وشاركت السعودية والولايات المتحدة في جهود لعقد محادثات سلام بمدينة جدة، إلا أنها عُلقت في يونيو بعد خرق الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شروط وقف إطلاق النار.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: “سنكون قلقين حول التقارير من أي دعم خارجي لأي طرف في النزاع”.
وأضاف “نواصل التواصل والتنسيق مع الإمارات وعدد آخر من الشركاء في جهود الضغط لوقف المواجهات العدائية وفتح المجال للمساعدات الإنسانية في السودان”.
وقال المسؤولون الأوغنديون الذين اكتشفوا الأسلحة، إن الطائرة الإماراتية سُمح لها بمواصلة الرحلة إلى مطار أمجراس الدولي في شرق تشاد.
وتلقى المسؤولون لاحقا أوامر من مرؤوسيهم بالتوقف عن تفتيش الطائرات التي تتوقف في أوغندا من الإمارات.
وشهدت الأسابيع الأخيرة، عشرات من الرحلات المماثلة. وقال مسؤول: “لم يُسمح لنا بتفتيش هذه الطائرات، بل أصبحت مسؤولية وزارة الدفاع، وتم تحذيرنا من التقاط صور”.
وتطرح الإمدادات الإماراتية أسئلة حول ولاء الحكومة التشادية، حيث تعتبر الولايات المتحدة وفرنسا الرئيس محمد ديبي حليفا في القتال ضد المتشددين والتوسع الروسي بالمنطقة.
وحذرت الولايات المتحدة بداية العام الحالي، ديبي من محاولات زعيم مرتزقة فاغنر، يفغيني بريغوجين مع متمردين تشاديين لزعزعة استقرار نظامه.
وتقول الصحيفة إن شحنات الأسلحة الإماراتية تدعم في النهاية واحدا من أقرب شركاء فاغنر في أفريقيا، بحسب أشخاص مطلعين على سياسة بايدن تجاه أفريقيا.
ولم يرد عزيز محمد صالح، وزير الإعلام التشادي على أسئلة الصحيفة للتعليق.