يرددها الإعلام المصري والسعودي.. الإعلام الإماراتي يطلق حملة تشهير ضد الغنوشي
أصبحت الحملات التي يطلقها الإعلام الإماراتي ويتناقلها المصري والسعودي ضد رئيس حركة النهضة ورئيس البرلمان رشيد الغنوشي واسعة الانتشار وواضحة مؤخرًا.
وتم إطلاق الحملات بالتزامن مع دعوات أطراف غير معروفة لتوقيع عريضة للتشكيك في ثراء زعيم الحركة تحت شعار: “من أين حصلت على ثروتك؟”
وبمجرد أن بدأت أنباء العريضة تنتشر في تونس، لقيت اهتمامًا إعلاميًا خارجيًا يهدف إلى تعزيز هذا الاتجاه.
وبدا للمراقبين أن الترويج لهذه الاتهامات اتخذ شكل حملة منظمة أطلقها الإعلام الإماراتي ، ثم تم تداولها عبر مواقع الإنترنت والمدونين من السعودية ومصر، وهما دولتان أظهرتا عداءً واضحًا تجاه حركة النهضة و المسار الديمقراطي في تونس.
وسارعت حركة النهضة إلى إدانة الحملة، وقالت: “نأسف لمحاولات نشر الخلاف باستخدام مواقع مشبوهة، وكذلك عبر القنوات الفضائية وشبكات الإعلام الأجنبية المعروفة بعدائها للمسار الديمقراطي التونسي ، دون مبرر”.
وأكدت الحركة في بيان لها: “فيما يتعلق بالشائعات المتداولة حول ثروة خيالية اكتسبها زعيم الحركة ، نذكر الجمهور بأن راشد الغنوشي أعلن ممتلكاته ، وستقاضي الحركة جميع الأطراف الضالعة في حملة الافتراء الخبيثة”.
هزيمة حفتر السبب
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة النهضة نور الدين العرباوي: “إن الحملة ، التي كانت مستمرة منذ فترة طويلة ، هي واحدة من حلقات العدوان التي شنتها الأحزاب التي أظهرت عداء علنيًا للديمقراطية التونسية. هذا الموقف العدائي غير المبرر ، مدفوع بهجوم متواصل على تونس ، وكذلك حركة النهضة وزعيمها”.
ويعتبر العرباوي أن “الحملة مستمرة منذ سنوات دون انقطاع، والخسائر والهزائم لحليفهم خليفة حفتر في ليبيا تجعلهم أكثر شراسة وبالتالي يستهدفون تونس ومكاسب الثورة، والأهم حركة النهضة. نحن نعتبر هذا عدواناً على تونس”.
وشدد على أن: “الديكتاتوريات لا تتسامح مع مظاهر الحرية والديمقراطية ، ويبدو أن لديها حساسية من ذلك”.
وقال المحلل السياسي أبو لبابة سالم: “انطلقت الحملة من قبل بعض الأحزاب ، خاصة الإعلام الإماراتي والمصري ، بهدف ضرب الثورات العربية”، مشيراً إلى أن “توقيت الحملة ضد الغنوشي مرتبط بشكل أساسي بالانتخابات، ورئاسة الغنوشي للبرلمان وهزائم حفتر في ليبيا، دفعهم إلى التركيز على زعيم النهضة واستهداف مكاسب الثورة بشكل رمزي في تونس”.
واعتبر سالم أن مناقشة ثروة الغنوشي: “هو مسعى بائس يهدف إلى جر الفقراء على الحديث عن ثورة الجياع. لكن يبدو أنهم ينسون أن جميع المسؤولين التونسيين مطالبون بإعلان ممتلكاتهم، وفي حالة اكتشاف مصادر ثروة غير مبررة، يمكن للسلطة أن تشتكي في حالة الشك”.
ويعتقد سالم أن الهدف الرئيسي لحملة التشهير هو: “إرباك الناس وتعبئتهم ضد الغنوشي ، حيث لم نر أي شخصية بارزة ، مع الشعور الكافي بالمسؤولية ، تثير هذه المسألة”.
وعلق المحلل السياسي منذر بن يوسف على الموقف بتأكيده أن المحور الإماراتي السعودي المصري يسعى للتستر على هزائم حليفهم حفتر، مضيفًا: “لقد استبدلوا الغارات العسكرية بقصف إعلامي استهدف المحور المعارض في المغرب العربي، وهي حكومة الوفاق الوطني الليبي وزعيمها فايز السراج، وحكومة حزب العدالة والتنمية في المغرب وزعيمها سعد الدين العثماني، وحزب حركة النهضة في تونس وزعيمه راشد الغنوشي بصفته المكون الرئيسي لحكومة رئيس الوزراء التونسي الياس فخفاخ”.