CNN: مشروع خيالي جديد لولي العهد السعودي في محاولة للفوز بالصدارة على دبي والدوحة
نشرت شبكة “CNN” تقريراً عن إعلان صندق الاستثمارات العامة السعودي عن خطة لبناء مركز جديد للعاصمة في قلب الرياض، مشيرا إلى أن ولي العهد محمد بن سلمان يحاول الفوز بالصدارة في “المنافسة الإقليمية الاقتصادية الخطيرة” من دبي والدوحة المجاورتين، وهو أمر صعب بحسب الشبكة.
حيث يهدف مشروع “المربع الجديد” ، الذي يقوده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، إلى توسيع العاصمة بنحو 19 كيلومترًا مربعًا (4695 فدانًا) لاستيعاب مئات الآلاف من السكان، عبر إنشاء “داون تاون” في قلبها.
يقع في قلب المشروع “المكعب”، بارتفاع 400 متر (1312 قدمًا) وعرضه 400 متر وطوله 400 متر وهو كبير بما يكفي لاستيعاب 20 مبنى من مباني “إمباير ستيت”.
ويقول التقرير، الذي كتبه نادين إبراهيم وداليا المصري، إن المشروع يقدم “تجربة غامرة” مع المناظر الطبيعية المتغيرة من الفضاء الخارجي إلى الآفاق الخضراء ، وفقًا لصندوق الاستثمار العام (PIF) ، صندوق الثروة السيادي الذي يقوده محمد بن سلمان بقيمة 620 مليار دولار. من المقرر الانتهاء من المشروع في عام 2030.
A gateway to another world: #TheMukaab will be the world’s first immersive, experiential destination. Large enough to hold 20 Empire State Buildings, the global icon will feature innovative technologies to transport you to new worlds.#NewMurabbahttps://t.co/5R4DqQdPyS pic.twitter.com/vr9M8cTI1I
— Public Investment Fund (@PIF_en) February 16, 2023
وتهدف تقنية التصوير المجسم إلى تقديم “واقع جديد” للمستهلكين أثناء التسوق وتناول الطعام، كما يضم المبنى مرافق ترفيهية وفنادق ووحدات سكنية.
وقالت “CNN” إن السعودية، التي كانت ضيفا في موضوعات الصحافة سيئة السمعة لعقود من الزمن بسبب انتهاكات حقوق الإنسان، شرعت في مشروع طموح لتنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط والتخلص من صورتها كدولة محافظة ومنغلقة.
ونقل التقرير عن أندرياس كريج، زميل باحث في معهد “كينجز كوليدج لندن لدراسات الشرق الأوسط” قوله: “في الماضي، كانت لديك مناقشات سلبية حول ارتباط المملكة العربية السعودية بانتهاكات حقوق الإنسان، لكنهم الآن يحاولون دفع روايات جديدة عن كونهم بلدًا للتنمية وأن بإمكانه بناء مدن مستقبلية”.
لكن بعض المحللين يقولون إن السعودية لديها منافسة إقليمية خطيرة من دبي المجاورة والعاصمة القطرية الدوحة، وكلاهما حاول منذ عقود وضع نفسيهما كمراكز سياحة واستثمار إقليمية.
ويقول “سايمون هندرسون”، مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن: “أن تكون ثانيًا في السباق، دائمًا ما يكون مكانًا صعبًا للبدء عندما تريد أن تصبح قائدًا”.
ويضيف أن “الأمر صعب بشكل خاص على المملكة العربية السعودية لأنهم أمضوا عقودًا في عدم جذب الزوار الأجانب وغير المسلمين”.
لكن البعض تساءل عما إذا كان المشروع سيؤتي ثماره.
وكانت السعودية قد أعلنت عن مشاريع عملاقة مماثلة في الماضي، وكان العمل فيها بطيئًا.
ففي عام 2021، أعلن محمد بن سلمان عن مدينة “نيوم” المستقبلية التي تبلغ تكلفتها 500 مليار دولار في شمال غرب البلاد، مع وعود بالخادمات الروبوتات وسيارات الأجرة الطائرة والقمر الاصطناعي العملاق.
وفي العام الماضي، كشف النقاب عن مدينة خطية عملاقة (THE LINE) والتي تهدف إلى امتداد أكثر من 106 ميلا وتضم 9 ملايين شخص.
وتقول دانا أحمد، باحثة خليجية في منظمة العفو الدولية، على “تويتر”: “كلما كانت هذه المشاريع أكثر عبثية ومستقبلية ، لم يسعني إلا أن أتخيل كم سيكون كل شيء من حولهم بائسًا”.
وقال “هندرسون” إن قدرة المملكة على تمويل المشروع تعتمد أيضًا على سعر النفط، والذي يعد منخفضا حاليا، مشيرا إلى
أن المملكة قد تحتاج إلى أسعار نفط تتجاوز حاجز 100 دولار من أجل تمويل المشاريع الوطنية العملاقة.
وبينما سخر البعض من المدينة الجديدة وشككوا في جدواها، أشار آخرون إلى التشابه الغريب بين ناطحة السحاب المكعبة وأقدس مواقع الإسلام في مكة.