اكتشاف جثث مجهولة الهوية يثير تساؤلات حول عمليات القتل السرية
أثار اكتشاف عشرات الجثث مجهولة الهوية في مشرحة الخرطوم تساؤلات حول مدى عمليات القتل والانتهاكات السرية التي وقعت في عاصمة البلاد.
فقد أثار وجود أكثر من 150 من الجثث مجهولة الهوية تم العثور عليها في مشرحة المستشفى الأكاديمي بجنوب الخرطوم غضب السكان المحليين، في حين قال نشطاء ومحامون وأطباء إن هناك حاجة إلى فتح تحقيق فيما إذا كانوا ضحايا مسؤولين أمنيين أو عصابات موالية للحكومة.
وبدأت القصة الأسبوع الماضي عندما بدأ سكان حي الامتداد في جنوب الخرطوم بملاحظة رائحة متعفنة قوية قادمة من المشرحة القريبة.
اقرأ أيضًا: عشرات القتلى والجرحى بفض الأمن السوداني اعتصام الخرطوم
فقد دفع اكتشاف الجثث إلى الاعتقاد بأنها إما لضحايا مذبحة المتظاهرين على يد قوات الأمن أمام مقر الجيش في 3 يونيو 2019، أثناء الثورة السودانية، أو لضحايا أعمال أخرى.
وقال عمار أحمد، 25 عاما، إن الرائحة الكريهة خلقت وضعا بيئيا لا يطاق في المنطقة وأثار غضب مئات العائلات التي تعيش حول المشرحة.
وقال: “العيش هنا أصبح مستحيلا بالنسبة لنا. بيتي على بعد 300 متر فقط من المشرحة، وهذه الروائح من الصعب حقا التكيف معها. نريد من السلطات التدخل ووضع حد لهذه القضية”.
وقالت فاطمة علي، 50 عامًا، إن بعض العائلات بدأت في مغادرة منزلها مؤقتًا للإقامة مع أقارب في أحياء أخرى. وقالت “لكن هذا ليس حلاً وليس ممكنًا لبعض العائلات”.
واعتصمت لجان المقاومة ونشطاء المقاومة حول المشرحة، مطالبين السلطات بإغلاق المؤسسة والتحقيق في أسباب اكتظاظ الجثث مجهولة الهوية بالمشارح في السودان بشكل عام.
وتجمع آلاف الشبان السودانيين على مدى أسبوع أمام المشرحة مطالبين السلطات بالتدخل الفوري وتشريح جثث مجهولة الهوية ودفنها وإغلاق المكان.
وتعهد هاشم محمد عضو لجنة مقاومة الامتداد بأنهم لن يغادروا قبل تلبية مطالبهم، متهمًا السلطات بالتعامل مع القضية بلا مبالاة.
وقال وهو يقف أمام المشرحة حيث الرائحة لا تطاق: “هذه فضيحة. الحكومة الانتقالية لا تهتم بأجساد السودانيين. هذه الرائحة الكريهة هي في الواقع رائحة الفساد وسوء الإدارة والوحشية”. .
وقال الناشط مصطفى جالاندر “هذا مقرف ومروع، شيء لم يحدث من قبل في تاريخ هذا البلد”.