غارات جوية للتحالف تقتل عشرات المدنيين في اليمن
قال المتمردون الحوثيون اليمنيون إن أكثر من 30 مدنياً قتلوا في غارات جوية للتحالف الذي تقوده السعودية، مع تأكيد الأمم المتحدة عدد القتلى، في الوقت الذي أعربت فيه عن أسفها للفشل “المروع” في حماية الدولة التي تمزقها الحرب.
وجاءت الغارات الجوية يوم السبت في محافظة الجوف الشمالية بعد ساعات من قول الحوثيين إنهم أسقطوا طائرة مقاتلة سعودية في نفس المنطقة بصاروخ أرض – جو متقدم.
وقال بيان صادر عن أحد مكاتب الأمم المتحدة “تشير التقارير الميدانية الأولية إلى أن … ما يصل إلى 31 مدنياً قتلوا وجرح 12 آخرون في هجمات استهدفت منطقة الحي في منطقة المصلوب في محافظة الجوف”.
وقال البيان إن “الشركاء في المجال الإنساني” قاموا بنشر فرق الاستجابة السريعة لتقديم المساعدة الطبية للجرحى، الذين تم نقل الكثير منهم إلى المستشفيات في الجوف، وكذلك العاصمة صنعاء.
وقال الحوثيون إن القتلى والجرحى معظمهم من النساء والأطفال، في حين أن التحالف المدعوم من الغرب اعترف بـ”امكانية وقوع أضرار جانبية” خلال “عملية البحث والإنقاذ” في موقع تحطم الطائرة السعودية.
ولم يحدد بيان صادر عن وكالة الأنباء السعودية الرسمية مصير طاقم طائرة تورنادو أو سبب تحطمها.
وتعليقًا على مقتل المدنيين، قالت ليز غراندي المنسق الإنساني للأمم المتحدة في اليمن: “الكثير من الناس يقتلون في اليمن، إنها مأساة غير مبررة. وبموجب القانون الدولي الإنساني، فإن الأطراف التي تلجأ إلى القوة ملزمة بحماية المدنيين”.
وأضافت “بعد خمس سنوات من هذا الصراع وما زال المحاربون يفشلون في تحمل هذه المسؤولية. إنها صدمة”.
وتدخل التحالف العسكري بقيادة السعودية والإمارات العربية المتحدة في صراع اليمن في عام 2015 لدعم القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي أجبره الحوثيون على الرحيل.
وتسبب الصراع في مقتل عشرات الآلاف من الناس، معظمهم من المدنيين، وخلق ما وصفته الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم.
واشترت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة أسلحة بقيمة مليارات الدولارات من الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة، ويواجه التحالف انتقادات واسعة النطاق بسبب عدد القتلى في غارات جوية للتحالف .
ومنذ تدخلها في الحرب، تم تنفيذ حوالي 20،500 غارة جوية للتحالف في البلاد، وفقًا للبيانات التي جمعها مشروع اليمن للبيانات.
وتعرضت المطارات والموانئ والجسور والطرق للهجوم المتكرر، وكذلك المزارع والمدارس ومنشآت النفط والغاز والمصانع والشركات الخاصة.
وأدانت منظمة الإغاثة الدولية “إنقاذ الطفولة” الغارات الجوية، قائلة إنها أظهرت أن الصراع في اليمن “لم يتباطأ”.
وقال خافيير جوبيرت، المدير القُطري للجمعيات الخيرية في اليمن، “يجب التحقيق في هذا الهجوم الأخير بشكل عاجل ومستقل، ومحاسبة الجناة”، داعياً إلى وقف مبيعات الأسلحة إلى الأطراف المتحاربة.