انقلاب.. المجلس العسكري في السودان يلغي الاتفاق ويُشكل حكومة ويدعو لانتخابات!

قرر المجلس العسكري الانتقالي في السودان الانقلاب على نتائج الحوارات مع قوى إعلان الحرية والتغيير، وإلغاء ما تم الاتفاق معها، وإيقاف التفاوض، فيما قال تجمع المهنيين السودانيين إن ذلك تجديد للخطاب الانقلابي الذي سيشغل الثورة من جديد.

وفي أول تعقيب له على “مجزرة” فض اعتصام القيادة العامة الذي أدى لمقتل أكثر من 35 متظاهرًا وإصابة المئات، قال رئيس المجلس عبد الفتاح البرهان إنه: “يأسف لما صاحب عملية نظافة شارع النيل من أحداث، وما صاحبها من تداعيات تخطت حدود التخطيط والالتزام السابق”.

وحمّل البرهان القوى السياسية التي تحاور مجلسه ذات المسؤولية في إطالة أمد التفاوض بمحاولة إقصاء القوى السياسية والقوى العسكرية والانفراد بالحكم “لاستنساخ نظام شمولي آخر يُفرض فيه رأي واحد يفتقر للتوافق والتفويض الشعبي والرضا العام ويضع وحدة السودان وأمنه في خطر حقيقي”.

وقرر البرهان إلغاء ما تم من اتفاق، وإيقاف التفاوض مع قوى إعلان الحرية والتغيير. بالإضافة للدعوة لانتخابات عامة في فترة لا تتجاوز تسعة أشهر من الآن بتنفيذ وإشراف إقليمي ودولي وعمل الترتيبات اللازمة لذلك.

كما قرر المجلس العسكري تشكيل حكومة تسيير مهام لتنفيذ مهام الفترة الانتقالية. وحدد مهامها بمحاسبة واجتثاث كل رموز النظام السابق المتورطين في جرائم فساد أو خلافه، والتأثيث لسلام مستدام وشامل في مناطق النزاعات المختلفة بما يمكن من استتباب السلام وعودة النازحين إلى قراهم.

وأسند المجلس للحكومة التي سيشكلها مهمة تهيئة البيئة المحلية والإقليمية والدولية لقيام الانتخابات.

وذكر البرهان أن “القوات المسلحة والدعم السريع والقوات النظامية ما انحازا إلى هذه الثورة إلا لضمان حمايتها وحماية السودان وليست من أجل أن تحكم لأنه ليس من حقها”.

وقال إن: “السبيل الوحيد إلى حكم السودان هو صندوق الانتخابات الذي يتحكم فيه الشعب السوداني”.

وأشار إلى أن “المجلس العسكري على عهده منذ البيان الأول بتسليم مقاليد الحكم لمن يرتضيه الشعب”.

ووعد المجلس بالتحقيق في أحداث الأمس، داعيًا النيابة العامة لتولي الأمر.

تجدد الخطاب الانقلابي

أما تجمع المهنيين فقال إن تجدد الخطاب الانقلابي سيشعل أوار الثورة من جديد، وقال إن بيان البرهان “أسفر فيه عن المخطط القديم المتجدد معلنًا تشكيل حكومة تسيير والتحضير لانتخابات 2020، وهو نفس المسار الذي بدأه سلفه السافل ليواصله خلفه الغافل”، على حد قوله.

وأضاف “فلا المجلس الانقلابي ولا ميليشياته وقياداتها هي من يقرر مصير الشعب، ولا كيفية انتقاله لسلطة مدنية”.

وأكد أن “النظام القديم المتجدد يحاول رسم سيناريو مسرحية كذوب عبر شاشات التلفاز، ولكنه لا يعلم أنها مسرحية حُرقت فصولها واستبان عوارها قبل رفع الستار عنها”.

وقال: “وما مخطط إعلان الانتخابات والتنصل عن الاتفاق مع قوى الحرية والتغيير وإعلان تشكيل حكومة إلا هزال بعضه فوق بعض”.

وأكد أن الإضراب السياسي متواصل والعصيان المدني الشامل مستمر حتى إسقاط النظام، مع إغلاق الطرق الرئيسية والكباري وتعطيل “السلطة الغاشمة ونزع شرعيتها وسلطانها في القطاعين العام والخاص”.

وكان قتل 35 سودانيًا على الأقل وأصيب المئات يوم الإثنين بفعل فض قوات الأمن السودانية ساحة الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم.

واقتحمت قوات أمن سودانية ساحة الاعتصام فجر الإثنين وسط إطلاق نار كثيف، وضربت القوات المعتصمين بالعصي، وأحرقوا الخيام التي كان يبيت فيها المتظاهرون.

وأطلقت قوى إعلان الحرية والتغيير اسم “مجزرة اعتصام القيادة” على فض قوات الأمن ساحة الاعتصام. وقالت إن جثث القتلى كانت ملقاة على أرض الاعتصام، ولم يستطع المسعفون إجلاءها إلا بعد فترة.

 

عشرات القتلى والجرحى بفض الأمن السوداني اعتصام الخرطوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
الوطن الخليجية