“توتال إنرجي” الفرنسية أول الشركاء في خطط قطر لزيادة إنتاجها من الغاز
كشفت قطر للطاقة عن أولى الشركات المعنية بتطوير مشروع توسعة حقل الشمال الجنوبي، حيث حصلت “توتال إنرجي الفرنسية” على نسبة 9.375 % من مجموع حصص الشراكة الدولية البالغة 25 بالمئة، بينما ستمتلك قطر للطاقة حصة 75 % من مشروع توسعة حقل الجنوبي.
وستستثمر شركة توتال إنرجي حوالي 1.5 مليار دولار في أحدث تطوير ضخم للغاز الطبيعي في قطر، بعد ثلاثة أشهر فقط من دخولها في مشروع تطوير حقل الشمال.
وقال وزير الطاقة القطري سعد بن شريده الكعبي خلال مؤتمر صحافي في الدوحة “يسعدني أن أعلن بأنه تم اختيار “توتال إنرجي” كأول شريك في مشروع حقل الشمال الشرقي”.
وأوضح “أرسينا سلسلة من عقود الهندسة والتوريد والإنشاء البحرية والبرية الرئيسة.. كان علينا اختيار شركائنا من شركات الطاقة العالمية للانضمام إلينا في تطوير المشروع وهو ما تم من خلال عملية تنافسية بدأت في عام 2019”.
وأضاف “بفضل القدرة التنافسية الاقتصادية للمشروع ومرونته المالية وميزاته البيئية الفريدة، تلقينا خلال عملية تقديم العطاءات عروضاً تغطي ضعف الحصة المعروضة للمشاركة في المشروع”.
مشيرا إلى أن الإمدادات كانت شحيحة بالفعل قبل الحرب الروسية – الأوكرانية في فبراير، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير.
وقال الكعبي: إن المشروع سيرفع طاقة الغاز الطبيعي المسال في قطر إلى 126 مليون طن، وإن توتال إنرجي وشركات نفط عالمية أخرى ستستحوذ على 25 بالمئة من المشروع.
وأضاف وزير الدولة لشؤون الطاقة: “إن قطر للطاقة تسير قدما بجهودها، في تلبية الطلب العالمي المتزايد على أشكال أنظف من الطاقة، والتي يشكل الغاز الطبيعي المسال عمودها الفقري، لتكون رافدا مهما للطاقات المتجددة في انتقال واقعي وجدي ومعقول إلى طاقة منخفضة الكربون.
ونحن نستثمر بشكل كبير في خفض كثافة الكربون في منتجاتنا من الطاقة، وهو ما يشكل ركيزة أساسية في استراتيجية قطر للطاقة للاستدامة والتحول إلى طاقة منخفضة الكربون”.
وتابع: “سنستمر بالعمل لتوفير طاقة أنظف إلى كل ركن من أركان العالم من أجل غد أفضل للجميع”.
وأوضح أن المشروع يتكون من خطين عملاقين لإنتاج الغاز الطبيعي المسال بطاقة إنتاجية إجمالية تبلغ 16 مليون طن سنويا، مشيرا إلى أن غالبية عقود التنفيذ المتعلقة بمشروع حقل الشمال القطاع الجنوبي، تمت ترسيتها، ما عدا عقد أعمال الهندسة والتوريد والإنشاءات للمرافق البرية لخطي الإنتاج والمتوقع إرساؤه في أوائل عام 2023.
مضيفا: “إن قطر للطاقة ماضية بجهودها، في تلبية الطلب العالمي المتزايد على أشكال أنظف من الطاقة، والتي يشكل الغاز الطبيعي المسال عمودها الفقري لتكون رافدا مهما للطاقات المتجددة في انتقال واقعي وجدي ومعقول إلى طاقة منخفضة الكربون.
- اقرأ المزيد/ قطر تحافظ على صدارة الدول المصدرة للغاز
وقال نحن نستثمر بشكل كبير في خفض كثافة الكربون في منتجاتنا من الطاقة، وهو ما يشكل ركيزة أساسية في استراتيجية قطر للطاقة للاستدامة والتحول إلى طاقة منخفضة الكربون، وكما تابعتم مؤخرا، قمنا بالإعلان عن مشروع الأمونيا – 7، وهو أول وأكبر مشروع من نوعه في العالم، تبلغ طاقته الإنتاجية 1.1 مليون طن سنويا من الأمونيا الزرقاء”.
وذكر أن حلول التقاط واحتجاز الكربون والطاقة المتجددة هي جزء أساسي من هذا الجهد الشامل الذي يتضمن تنفيذ سلسلة من المشاريع الرائدة لالتقاط أكثر من 11 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا، وتوليد أكثر من 5 غيغاواط من الطاقة الشمسية المتجددة بحلول عام 2030.
كما ذكر بالعقود التي أبرمتها قطر للطاقة لبناء 60 ناقلة عملاقة للغاز الطبيعي المسال، وعقود أخرى طويلة الأجل لتأجيرها وتشغيلها، ضمن برنامج قطر للطاقة الأضخم في تاريخ الصناعة لبناء سفن الغاز الطبيعي المسال، والذي يصل حجمه إلى 100 ناقلة.
وقال الكعبي: إن المحادثات جارية مع شركتي الطاقة الألمانيتين Uniper SE وRWE AG.
من جهته، قال السيد باتريك بوبانيه رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة توتال إنرجي : إن استثمارات توتال إنرجيزفي المشروع الجديد ستبلغ حوالي 1.5 مليار دولار، مؤكدا على العلاقات التاريخية التي تجمع قطر بشركته، مشيرا إلى أن الاتفاق جاء “في الوقت المناسب” في ظل الطلب الجديد على الغاز الطبيعي المسال، خاصة في أوروبا.
ودعا الشركات الأوروبية إلى إبرام اتفاقات غاز طبيعي مسال بين الشركات، وعدم إقحام الدبلوماسية والسياسة، متوقعا أن يرتفع الطلب على الغاز بين 2025 – 2027.
وكانت توتال إنرجي أول شركة أجنبية تستحوذ على حصة في مشروع حقل الشمال الشرقي في قطر في يونيو الماضي، وتمتلك 6.25 بالمئة من هذا المشروع البالغ 33 مليون طن سنويا، والذي سيكلف إنشاؤه 28.75 مليار دولار.
وتشير مصادر مطلعة إلى أن شركات “إيكسون موبيل” و”شل” و”كونوكو فيليبس” مرشّحة للمشاركة في عملية التوسيع العملاقة التي كانت قطر ترغب في البداية في تمويلها بشكل منفرد.
ويتوقع بأن يصل مجموع حصة شركات النفط والغاز العملاقة في حقل الشمال إلى حوالى 25 في المئة.
وتعد قطر من بين أكبر منتجي الغاز الطبيعي المسال في العالم إلى جانب الولايات المتحدة وأستراليا، وتقدر بأن كلفة زيادة الإنتاج بأكثر من 60 في المئة بحلول العام 2027 ستبلغ أكثر من 28 مليار دولار.
ويسعى كبار منتجي النفط والغاز في العالم لضمان الحصول على حصة في أحد أكثر مشاريع الطاقة المربحة في العالم لكن استراتيجية قطر كانت تعتمد على رفع حدود توقعاتها من الشركاء المحتملين في مقابل نسبة من المنتج من حقل الشمال.
وتشمل خطة توسعة حقل الشمال ست محطات لتسييل الغاز الطبيعي القطري ستزيد طاقة إنتاج الغاز الطبيعي المسال من 77 مليون طن سنوياً إلى 126 مليون طن سنوياً بحلول 2027.
وقدمت شركات النفط العالمية عروضاً لأربع وحدات تسييل في مشروع توسعة شرق حقل الشمال والوحدتان الأخريين ستكونان ضمن المرحلة الثانية.
وبعد الغزو الروسي لأوكرانيا، تسعى دول أوروبية للاعتماد على قطر لسد احتياجاتها من الطاقة كبديل للنفط والغاز الروسيين.
وبحسب تقديرات “قطر للطاقة”، فإن حقل الشمال يضم حوالى 10 في المئة من احتياطات الغاز الطبيعي المعروفة في العالم.
وتمتد الاحتياطات في البحر وصولاً إلى مناطق ضمن الأراضي الإيرانية، حيث تعرقل العقوبات الدولية مساعي طهران لاستغلال حقل جنوب فارس للغاز.