صحيفة إسرائيلية: ضباط إسرائيليون يقومون بتدريب مدنيين أوكرانيين في منشأة سرية
قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن مجموعة من الضباط الإسرائيليون تقوم بتدريب مدنيين أوكرانيين في منشأة سرية في غرب أوكرانيا، مع دخول الغزو الروسي شهره الثاني.
وأضافت الصحيفة على لسان مسؤول إسرائيلي ” إن “القيادة السياسية العليا على دراية بالتدريب لكنها تختار غض النظر عن هذه التدريبات”، مضيفًا “نحن جميعًا متحدون في دعمنا وتضامننا تجاه أوكرانيا، التي تعرضت لأسوأ نوع من العدوان الروسي”.
وبحسب الصحيفة، فإن هؤلاء المدربين لديهم تجربة قتالية غنية، وانتقلوا إلى أوكرانيا مباشرة بعد الغزو الروسي، في مهمة وحيدة هي تدريب الأوكرانيين على الدفاع عن أنفسهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن المدربين الإسرائيليين دربوا مدنيين أوكرانيين على استخدام سلاح “تافور” الإسرائيلي، من أجل المشاركة في معارك ضد جنود الجيش الروسي.
وقالت إن المكان الذي يجري فيه التدريب “سري للغاية”، مشيرةً إلى أنّه “منشأة ضخمة تضم عدة مبانٍ صناعية في غرب أوكرانيا”.
يشار إلى أن الإسرائيليون المشاركون في برنامج التدريب قالوا “إنهم لا يعتقدون أن الغزو الروسي سينتهي قريبًا”.
موقف إسرائيل من الأزمة
منذ أن قامت روسيا بضم شبه جزيرة القرم إلى حدودها عام 2014، كانت إسرائيل تحاول الحفاظ على موقف الحياد في هذا الصراع الممتد والمتعدد الأطراف.
ولكن مع تطور الأحداث، لم يكن أمامها إلا إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا صراحة على لسان وزير خارجيتها يائير لبيد.
في تصريح لمسئول إسرائيلي رفيع المستوى (لم يذكر اسمه أو منصبه) في 22 فبراير الجاري، قال: “إذا نظرت إسرائيل إلى الأزمة الحالية بين روسيا وأوكرانيا كصراع ثنائي وفقط، فإنها حتماً ستنحاز لروسيا”.
وتابع ” ولكن إذا كان على إسرائيل أن تختار بين روسيا والولايات المتحدة (إذا ما طلبت الأخيرة من إسرائيل إدانة السياسة الروسية حيال أوكرانيا) فإن إسرائيل ستنحاز حتماً للولايات المتحدة”.
هذا التصريح يفسر تحرك الموقف الإسرائيلي منذ اشتداد الأزمة الأوكرانية- الروسية منذ يناير الماضي وحتى اليوم.
يجمع الخبراء الإسرائيليون في المؤسسات الأمنية على صعوبة التنبؤ بالسلوك الروسي عامة، وتوجهات الرئيس فيلاديمير بوتين بعد قراره بغزو أوكرانيا على نحو خاص.
وبالتالي فإن على إسرائيل، حسب رأيهم، أن تتحسب لأزمة أكبر في علاقتها بروسيا في المدى القصير، خاصة وأنها لن تستطيع الوقوف على الحياد إذا ما قررت الولايات المتحدة زيادة العقوبات المفروضة على روسيا، والتي قد تصل إلى إخراج الأخيرة من النظام المالي الدولي كلية- رغم الإقرار بصعوبة ذلك- ومطالبة حلفائها بقطع التعاملات المالية والاقتصادية معها.
إن من شأن الانحياز الإسرائيلي الصريح للموقف الأمريكي والغربي أن يكلف إسرائيل مخاطر أمنية شديدة سواء على جبهة المواجهة المفتوحة مع إيران في سوريا ولبنان، أو حتى على حدود إسرائيل الجنوبية مع قطاع غزة، لا سيما إذا ما اختارت موسكو أن ترد على إسرائيل في هذه الجبهات.