كل عين بلون .. تعرف على الحقيقة العلمية لهذه الظاهرة
هل سبق وصادفت شخصاً لاحظت تبايناً واختلافاً لونيا بين عينه اليمنى واليسرى؟ إن ما تراه ليس أكثر من حالة طبية تدعى تغاير تلون القزحيتين، وهي ما سوف نستعرضه في المقال التالي.
نعني بتغاير تلون القزحيتين (Heterochromia)، أن يكون لكل عين لون مختلف عن الأخرى (في الجزء الملون من العين)، أو في بعض أنواع هذه الحالة الطبية يكون الاختلاف اللوني غير كامل وعلى شكل بقع بلون مغاير للون القزحية السائد والطبيعي في العين.
هل تغير تلون القزحيتين حالة خطيرة؟
غالباً لا يسبب ما يحدث للشخص أي مضاعفات صحية، بل يكون مجرد اختلال بسيط في لون القزحية سببه جيني لا أكثر، خاصة إذا ولد الطفل به، وفي حالات نادرة جداً قد يكون هذا دليلاً على عرض صحي خطير.
ومن الجدير بالذكر أن هذه الحالة أكثر شيوعاً بين الحيوانات، بينما هي نادرة الحدوث بين البشر.
أنواع تغاير لون القزحيتين
لهذه الحالة الطبية عدة أنوع، سوف نذكرها فيما يلي:
- تغاير تلون القزحيتين الكامل (Complete heterochromia)، حيث يكون الاختلاف اللوني بين العينين تاماً، أي أن لون قزحية العين اليمنى يكون على سبيل المثال أزرق بالكامل، بينما يكون لون قزحية العين اليسرى أخضر بالكامل. أو بكلمات أخرى، تأتي كل عين بلون مختلف عن الأخرى.
- تغاير تلون القزحيتين الجزئي (Partial heterochromia)، هنا يتخذ جزء من القزحية لوناً مختلفاً عن لون القزحية السائد في ذات العين.
- تغاير تلون القزحيتين المركزي (Central heterochromia)، في هذه الحالة يكون لون الحلقة الداخلية من القزحية مختلفاً عن لون الحلقة الخارجية من القزحية.
أسباب تغاير لون القزحيتين
هناك العديد من الأسباب وراء إصابة الشخص بحالة تغاير تلون القزحيتين، فبينما قد يولد الشخص مصاباً بهذه الحالة أو تنشأ لديه بعد الولادة بفترة قليلة، إلا أن البعض يصاب بها في مراحل لاحقة خلال حياته.
1- أسباب إصابة الأطفال بتغاير تلون القزحيتين
هذه بعض الأسباب المحتملة لإصابة الطفل الرضيع بتغاير تلون القزحيتين:
- متلازمة هورنر (Horner’s syndrome)، وهي حالة طبية نادرة الحدوث، سببها خلل في أعصاب الوجه، وتشمل أعراضها تغيراً في لون القزحيتين، أو اختلاف في حجم البؤبؤ بين العينين، أو ارتخاء في جفن العين.
- متلازمة واردنبرغ (Waardenburg syndrome)، تضم هذه المتلازمة مجموعة من الحالات والتغيرات الجينية التي قد تتسبب في العديد من المشاكل الصحية مثل فقدان حاسة السمع وتغيرات في الشعر والبشرة ولون العيون.
- متلازمة ستيرج ويبر (Sturge-Weber syndrome)، إن إحدى الأعراض المميزة لهذه الحالة هي ظهور وحمة أرجوانية اللون على الوجه منذ الولادة، ويكون سببها عادة مشاكل في بعض الأوعية الدموية، كما تعتبر النوبات والتشنجات من الأعراض الشاعة لهذه المتلازمة كذلك، وأحياناً قد ينشأ اختلاف في لون العينين.
- متلازمة بري رمبيرج (Parry-Romberg syndrome)، وهي متلازمة تعتبر نادرة الحدوث، ويظهر فيها جانب من الوجه بجلد مجعد بينما يبدو الجانب الاخر طبيعياً بجلد غير مجعد.
عموماً، فإن الأشخاص الذين يصابون بهذه الحالة منذ الولادة، غالباً لن تنشأ لديهم أي عوارض أخرى، ولن تتسبب لهم هذه الحالة بأي مشاكل عامة في صحتهم.
2- أسباب إصابة الأكبر سناً بتغاير تلون القزحيتين
هذه بعض الأسباب المحتملة لإصابة الشخص بهذه الحالة في المراحل اللاحقة من حياته:
- تعرض العين لنوع من الصدمة، مثل تلقي ضربة مباشرة على العين، قد يتغير على إثرها لون العين.
- الإصابة بالجلوكوما أو المياه الزرقاء (Glaucoma)، وهي حالة تتعرض فيها العين لضغط إضافي نتيجة تراكم السوائل في العين، وقد تتسبب هذه الحالة للمريض بالعمى، ولكن التشخيص والعلاج المبكر قد ينقذ الأمر.
- تناول أدوية معينة، بما في ذلك الأدوية المستعملة في علاج المياه الزرقاء في العين، فقد تتسبب هذه باختلاف في لون العينين.
- سرطان العين أو الجلد، ففي حالات نادرة قد يطال تأثير سرطان الجلد العين، فيتغير لون القزحية أو تظهر نقطة داكنة في القزحية.
- الإصابة بورم أرومي عصبي (Neuroblastoma)، وهو سرطان في الخلايا العصبية يصيب عادة الأطفال دون عمر 10 سنوات.
التشخيص والعلاج
لدى الأطفال: إذا كان طفلك مصاباً بتغاير تلون القزحيتين، عليك استشارة الطبيب، الذي سوف يقوم بدوره بفحص عين الطفل ليحاول معرفة ما إذا كان تغاير لون القزحيتين مجرد عارض لحالة مرضية أخرى، الأمر الذي وإن كانت فرص حصوله نادرة، إلا أنه احتمال يجب فحصه قبل استثنائه تماماً.
لدى البالغين: إذا ما نشأت وتطورت لديك هذه الحالة، عليك التوجه فوراً للطبيب ليجري فحصاً مفصلاً لعينيك ليستثني أي حالات مرضية خطيرة من الممكن أن تكون قد تسببت به، ويضع لك خطة علاجية ملائمة.
ويتم التركيز في العلاج عادة على الشفاء من أي حالة مرضية ربما سببت نشأة وتطور تغاير تلون القزحيتين، أما في حال لم يوجد سبب واضح وكانت صحة المريض عموماً جيدة وليس لديه أي مشاكل صحية تذكر، عندها لن يحتاج المريض لأي نوع من العلاج.
شاهد أيضاً: تعرف على أبرز إستخدامات الزئبق الأحمر
المصدر / ويب طب