الجيش السوداني يعلن “اقتلاع النظام” واعتقال البشير وتولي السلطة
أعلن وزير الدفاع السوداني عوض بن عوف “اقتلاع النظام” الحاكم في السودان، واعتقال الرئيس عمر البشير، وذلك في “البيان رقم 1” للجيش.
وقال بن عوف في بيان بثه التلفزيون السوداني الرسمي إنه “تم اقتلاع النظام والتحفظ على رأسه (البشير) في مكان آمن”.
وأعلن وزير الدفاع السوداني تشكيل مجلس عسكري لإدارة البلاد، وحل المجلس الوطني ومجالس الولايات، والبدء بفترة انتقالية لعامين، وفرض حالة الطوارئ لثلاثة أشهر.
كما أعلن بن عوف إغلاق المجال الجوي والمطارات ونقاط الدخول، ووقف شامل لإطلاق النار في جميع أنحاء السودان.
ومنذ فجر اليوم أوقف التلفزيون السوداني بثّه الاعتيادي، وأذاع على شاشته صورة ثابتة لشعار الجيش، مكتوب عليها “بيان هام من القوات المسلحة بعد قليل فترقبوه”.
وقالت مصادر في وقت سابق اليوم إن الجيش شن عملية اعتقال واسعة بحق قيادات حالية وسابقة في النظام السوداني، موالية للبشير.
وأفاد شهود عيان بأن دبابات الجيش شوهدت تنتشر على الطرق والجسور الرئيسة في الخرطوم، وحول القصر الرئاسي.
وذكر الشهود أن قوات الجيش أغلقت مطار الخرطوم الدولي.
جاء ذلك بالتزامن مع توافد آلاف المتظاهرين إلى ساحة الاعتصام أما مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم.
وفي أول تعقيب له، أكد تجمّع المهنيين السودانيين- أبرز الداعين للاحتجاجات- ضرورة تسليم السلطة لحكومة مدنية انتقالية تُعبر عن مكونات الثورة.
وطالب التجمع الشعب السوداني بضرورة التوجه إلى ساحات الاعتصام أمام مقار الجيش في الخرطوم والأقاليم.
ويتظاهر السودانيون بكثافة منذ أكثر من ثلاثة أشهر للمطالبة بإسقاط البشير، وتسبب قمع الأمن لها بوقوع عشرات القتلى والجرحى.
والبشير (75 عامًا) كان رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم، ووصل إلى السلطة بانقلاب عسكري على الحكومة الديموقراطية المنتخبة.
وكانت الحكومة آنذاك برئاسة رئيس الوزراء المنتخب الصادق المهدي.
وتولى البشير بعد الانقلاب منصب رئيس مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني في 30 يونيو 1989.
جمع بين منصب رئيس الوزراء ومنصب رئيس الجمهورية حتى2 مارس 2017.
تم فصل منصب رئيس الوزراء وفقًا لتوصيات الحوار الوطني السوداني وتم تعيين بكري حسن صالح رئيسا للوزراء.
وفي 26 أبريل 2010 أعيد انتخابه رئيسًا في أول “انتخابات تعددية” منذ استلامه للسلطة.
تعرض لكثير من الانتقادات والاتهامات من منظمات حقوق الإنسان الدولية خلال السنوات السابقة.
أثارت فترة حكمه جدلًا واسعًا بسبب اشتراك مجندين تابعين لحكومته أو موالين لها بجرائم حرب بالبلاد سواء في دارفور أو في جنوب السودان.
تخرج البشير من الكلية الحربية السودانية عام 1967 ثم نال ماجستير العلوم العسكرية بكلية القادة والأركان عام 1981.
كما حصل على ماجستير العلوم العسكرية من ماليزيا عام 1983، وزمالة أكاديمية السودان للعلوم الإدارية عام 1987.
شارك في حرب العبور عام 1973، وعمل فترة في الإمارات العربية المتحدة.
عمل بالقيادة الغربية من عام 1967 وحتى 1969، ثم القوات المحمولة جوًا من 1969 إلى 1987.
عُين قائدًا للواء الثامن مشاة من 1987 إلى 30 يونيو 1989 قبل أن يقوم بانقلاب عسكري على حكومة الأحزاب الديموقراطية.
تعرض حكم البشير لمحاولات انقلاب عديدة أبرزها.
من أبرزها “حركة رمضان” عام 1990 بقيادة الفريق خالد الزين نمر، واللواء الركن عثمان إدريس، واللواء حسن عبد القادر الكدرو، والعميد طيار محمد عثمان كرار حامد.
لكن الانقلاب المذكور فشل كليًا، وألقي القبض على 28 ضابطاً، وتم إعدامهم في محاكمات عسكرية في العشر الأواخر من رمضان.
في أواخر عام 1999، حل البشير البرلمان السوداني بعد خلاف مع زعيم الحركة الإسلامية والزعيم الروحي للانقلاب حسن الترابي.
بعدها أصبح الترابي أبرز معارضي حكم البشير وأمينًا عامًا لحزب المؤتمر الشعبي المعارض في السودان وتعرض للاعتقال عدة مرات.