دولة قطر ترفض التطبيع مع النظم السوري

أعلنت قطر أنها ليست بصدد تطبيع علاقاتها مع النظام السوري، بالرغم من ركوب العديد من الدول قطارَ التطبيع مع دمشق، مشددة أن موقفها ثابت وراسخ في دعم عدالة مطالب الجماهير السورية، وأنها لن تخذل دماء الضحايا الذين سقطوا في الميدان دفاعاً عن حقوقهم.

وأكد الدكتور ماجد الأنصاري، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية، لـ”القدس العربي” أن موقف قطر من حل الأزمة السورية لم يتغير.

ورداً على سؤال “القدس العربي” حول موقف قطر من التطبيع العربي الحاصل مع النظام السوري، وتحول بعض الدول نحو الضفة الأخرى في علاقاتها مع دمشق، بعدما اتخذت موقفها السابق بنبذ النظام بإجماع عربي.

أكد الأنصاري أن “قطر تدعم جميع المبادرات التي تهدف إلى إيجاد سلام شامل في سوريا يحقق تطلعات الشعب السوري، وتدعم أيضاً الجهود العربية والدولية في هذا الإطار”.

وشدد الأنصاري على “ثبات الموقف القطري”، مشيراً في نفس السياق إلى أنه “لا يوجد إجماع عربي على التطبيع مع النظام في الوقت الحالي”، مستطرداً أن “المؤشرات لا توحي بأي تطور لافت في الساحة السورية”.

وأضاف الأنصاري في الإحاطة الأسبوعية لوزراة الخارجية القطرية، أن “موقف الدوحة واضح وثابت وغير متأثر بما يجري من تفاعلات، إلا إذا كان هناك تطور في الداخل السوري”.

كما أكد أنه ما من مؤشرات لعودة العلاقات الدبلوماسية بين الدوحة ودمشق ولم يُناقش الأمر ولم يصدر أي قرار، مختتماً تصريحه حول الموضوع بالتأكيد أن قطر لن “تخون” دماء ضحايا الأزمة السورية.

وتؤكد قطر في مناسبات مختلفة أنها مع أي جهد سيؤدي إلى تحقيق السلام الشامل في سوريا، وحل الأزمة السورية من خلال تطبيق بيان جنيف 1، وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254.

وتحدث الدكتور الأنصاري، عن جهود قطر التي قال إنها مستمرة في تقريب وجهات نظر بين طهران والدول الغربية.

وكشف أن اتصالات الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية القطري، متواصلة مع مختلف الأطراف لتحقيق اختراق في الملف النووي الإيراني، وحتى تثمر الجهود الدولية بتحقيق السلام.

وأكد أن قطر تسعى لتقريب وجهات النظر بين الطرفين الإيراني والغربي إيماناً منها أن التوصل لاتفاق يدعم مسار السلام في المنطقة وفي العالم.

وكشف الأنصاري أن قطر قامت بتسيير المفاوضات غير المباشرة بين طهران والدول الغربية، وأنها حتى الآن لم تقم بمفاوضات مباشرة ورسمية بين إيران والغرب، وهي مستعدة للعب أي دور للتوصل لاتفاق نووي.

وكشف أن اتصالات الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مع جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، وحسين أمير عبد اللهيان، وزير الخارجية الإيراني، تدخل في سياق جهود قطر.

وأشار إلى أن الاتصالين المنفصلين، استعرضا علاقات التعاون الثنائي بين قطر وكل من الولايات المتحدة وإيران، بالإضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وسبق أن كشفت السلطات الإيرانية استضافة قطر محادثات غير مباشرة بين واشنطن وطهران في الدوحة. وكانت مصادر مختلفة كشفت في وقت سابق في تصريحات صحافية، أن قطر لعبت دوراً حيوياً في تقريب وجهات النظر بين إيران والولايات المتحدة حول الملف النووي.

وكانت قطر محطة رئيسية في جولة خارجية للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لمناقشة القضايا الإقليمية وملفها النووي على ضوء التحركات الدولية الراهنة.

وتحدث الأنصاري في الإحاطة الإعلامية لوزارة الخارجية عن جهود بلاده في إطلاق السلطات الرواندية، سراح المعارض الرواندي بول روسيسباغينا، مشيراً إلى أن اتصالات جرت قبل فترة، ونقلت قطر وجهات النظر بين الولايات المتحدة ورواندا، حتى نظرت السلطات في كيغالي بطلب الاسترحام وتخفيف حكم المعارض.

وقال المسؤول القطري، إن المعارض والبطل الحقيقي لفيلم “فندق رواندا” وصل الدوحة في انتظار التحاقه بالولايات المتحدة، وشكرت الدوحة كيغالي، وسماحها بلعب دور الوسيط.

كما أكد ماجد الأنصاري أن دول مجلس التعاون الخليجي أعلنت أنها أرسلت خطاباً إلى وزير الخارجية الأمريكي، للتنديد بتصريحات وزير إسرائيلي أنكر وجود الشعب الفلسطيني.

وندّد وزراء خارجية التكتل الخليجي، في خطاب إلى الوزير أنتوني بلينكن، بتصريحات وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، حول ضرورة “محو” بلدة حوارة الفلسطينية التي شهدت مقتل إسرائيليين اثنين بنيران مقاوم فلسطيني.

واستطرد المتحدث باسم الخارجية القطرية، أن الدوحة من الدول الموقّعة على الرسالة الموجهة إلى وزير الخارجية الأمريكي، وسبق أن أدانت قطر بأشد العبارات تصريحات الوزير الإسرائيلي.

وشدد الأنصاري على أن قطر ترفض سياسة الأمر الواقع التي تحاول إسرائيل فرضها، وتدين الاحتلال، وتؤكد على مشروعية وعدالة القضية الفلسطينية.

وأكد أن قطر تدين حرق نسخ القرآن، وتعتبره فعلاً مستفزا للمسلمين وتدعو لمحاربة مظاهر الإسلاموفوبيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
الوطن الخليجية