مصر: أبو الفتوح في “طرة” وحزبه يرفض “الاستبداد”
القاهرة- نُقل المرشح الرئاسي السابق ورئيس حزب مصر القوية عبد المنعم أبو الفتوح إلى سجن “طرة” جنوب القاهرة بعدما أمرت نيابة أمن الدولة العليا بحسبه 15 يوما لينضم إلى معارضين آخرين لنظام عبد الفتاح السيسي جرى اعتقالهم لتنديدهم بالأوضاع الراهنة ودعوتهم إلى مقاطعة انتخابات الرئاسة المقبلة.
وأكدت مصادر مصرية وصول أبو الفتوح إلى مقر احتجازه في السجن -الذي يضم معارضين كثيرين معتقلين- قبيل مغرب اليوم الخميس، وكانت نيابة أمن الدولة العليا أمرت قبل ذلك بحسبه 15 يوما على ذمة التحقيق. وأفادت المصادر بأن التهم الموجهة له تشمل “تولي قيادة في جماعة إرهابية، ونشر أخبار داخل وخارج البلاد من شأنها إثارة البلبلة وإحداث الفتن”.
وبالتزامن، أصدرت وزارة الداخلية المصرية بيانا وصفت فيه أبو الفتوح بالقيادي الإخواني، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين، وتحدثت عن “مضبوطات” عثر عليها في منزله لـ”صناعة وتضخيم الأزمات”. ومن المبررات التي ساقتها الوزارة لاعتقاله ظهوره في مقابلة مع قناة “الجزيرة مباشر”.
وجاء في البيان أن أبو الفتوح تواصل مع التنظيم الدولي للإخوان والعناصر الإخوانية الهاربة لتنفيذ مخطط يستهدف إثارة البلبلة وعدم الاستقرار في البلاد، بالتوازي مع قيام مجموعات مسلحة بأعمال تخريبية لخلق حالة من الفوضى تمكنهم من العودة لتصدر المشهد السياسي.
وأضاف البيان أن أبو الفتوح عقد عددا من اللقاءات السرية في الخارج لتنفيذ ذلك المخطط المشبوه، وتحديد آليات التحرك في الأوساط السياسية والطلابية أثناء الانتخابات الرئاسية المرتقبة.
وجاء في البيان أن قوات الأمن سارعت بدهم منزل أبو الفتوح وأنها عثرت على مضبوطات تكشف محاور التكليفات الصادرة إليه ومن أبرزها صناعة وتضخيم الأزمات وإسقاط الشرعية السياسية والقانونية للدولة وعرقلة أهدافها.
وكانت قوة من الشرطة المصرية دهمت في وقت متأخر من مساء الأربعاء منزله في منطقة التجمع الخامس بالقاهرة واعتقلته مع ستة من الأعضاء القياديين في حزب مصر القوية قبل أن تفرج عنهم وتبقيه محتجزا حتى ترحيله إلى مقر نيابة أمن الدولة.
وأمر النائب العام المصري باعتقال أبو الفتوح بعد تلقيه بلاغين من محامييْن مقربين من النظام، وتضمن أحدهما اتهامات تشمل الإساءة للسيسي وبث أخبار كاذبة، وجاء ذلك عقب ظهور رئيس مصر القوية على قناتي “الجزيرة مباشر” و”التلفزيون العربي” في مقابلتين منفصلتين ندد فيهما بقمع المعارضين، وبأجواء انتخابات الرئاسة المقبلة.
وبعد اعتقال رئيسه، أصدر حزب مصر القوية بيانا أعلن فيه تعليقا مؤقتا لجميع أنشطته السياسية، وعزا ذلك إلى ما سماه الانسداد السياسي، و”تصاعد أجواء البطش والاستبداد وقمع المعارضين السلميين من قبل النظام الحاكم”، وأشار في هذا السياق إلى اعتقال محمد القصاص، نائب رئيس حزب مصر القوية قبل أيام.