CNN: بايدن تراجع عن تعهداته بمعاقبة السعودية
قالت مصادر متعددة في الإدارة الأمريكية والكابيتول هيل لـCNN إنه وبعد عدة أشهر من وعد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بأن السعودية ستعاني من “عواقب” بعد إعلان منظمة أوبك+ النفطية التي تقودها المملكة بشكل غير متوقع أنها ستخفض الإنتاج، إلا أن ليس لدى إدارة بايدن أي خطط لاتخاذ خطوات استباقية للمعاقبة، ناهيك عن إعادة توجيه موقف الإدارة بشكل كبير مع السعودية.
والآن وبعد ما يقرب من شهر من انعقاد الدورة الجديدة للكونغرس، لم يستمع المشرعون بعد من مسؤولي الإدارة إلى إطلاق مراجعة منسقة للعلاقة الأمريكية السعودية، رغم التصريحات المتكررة خلال الأشهر القليلة الماضية من قبل البيت الأبيض بأن مدخلات الكونغرس ستكون أساسية في مثل هذا التقييم.
وقال أحد المسؤولين في الإدارة الأمريكية لشبكة CNN إن المسؤولين “يتجنبون إعادة التقييم” لأن هناك إدراكًا متزايدًا بأن إعادة العلاقات بين البلدين إلى المسار الصحيح يعود بالفائدة على الولايات المتحدة.
وعدم وجود متابعة لتعهدات بايدن بدأ في إحباط بعض المشرّعين في الكابيتول هيل، الذين يشعرون بالقلق من أن القيادة السعودية، بما في ذلك حاكمها الفعلي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان (المعروف أيضًا باسم MBS)، على وشك المضي بعيدا بعد حلقة أوبك+ الخريف الماضي دون دفع ثمن.
إن التغيير الظاهر من جانب بايدن يؤكد حقيقة أنه ورغم التوترات الخطيرة في العلاقة الأمريكية السعودية التي ظهرت في بعض الأحيان إلى الرأي العام كما حدث في الخريف الماضي فإنه وفي نهاية المطاف، الحفاظ على العلاقات الودية مع المملكة لا يزال ضروريا للمصالح الأمنية في الولايات المتحدة.
وقال أحد كبار المساعدين الديمقراطيين لشبكة CNN: “هناك الكثير من الصبر الذي يمكن للمرء أن يتحلى به عندما تطلب محادثة لمدة أربعة أشهر.. الإحباط هو توصيف جيد، نحن نتوقع ونعتزم إلزام الإدارة بكلمتها”.
وبعد توليه منصبه في أوائل عام 2021، نشرت إدارة بايدن نتائج تحقيقات استخباراتية أميركية تفيد بأن الأمير محمد “وافق” على عملية تستهدف الصحافي السعودي جمال خاشقجي الذي أثار قتله المروع في قنصلية بلاده في اسطنبول عام 2018 موجة غضب عالمية.
وينفي المسؤولون السعوديون تورط الأمير الشاب، ويقولون إن مقتل خاشقجي نتج من عملية نفذتها عناصر “مارقة”، لكنها شوهت بشدة سمعته كقائد مصلح في بلد محافظ.
ويبدو الآن أن بايدن مستعد لإعادة التعامل مع دولة كانت حليفا استراتيجيًا رئيسيًا للولايات المتحدة لعقود، وموردا رئيسيًا للنفط ومشتريا متعطشًا للأسلحة.