التفسير العلمي لسبب الخوف من الظلام عند الأطفال وطرق علاجه..
الخوف من الظلام هو خوف مشترك بالنسبة لمعظم الأطفال، وعادةً ما يبدأ الخوف من الظلام في عمر صغير وذلك عندما تتسع القدرات المعرفية للأطفال وتتوسع مخيلتهم.
وبالنسبة لبعض الأطفال لا يذهب هذا الخوف أبدًا إذا تفاقهم الأمر دون انتباه الوالدين أو إيجاد العلاج المناسب.
إلا أن علماء أميركيين أشاروا مؤخراً إلى أنهم ربما اكتشفوا آليات الدماغ التي تقف وراء هذا الخوف خصوصاً عند الأطفال.
فقد كشفت دراسة حديثة كيفية تغير نشاط الدماغ عندما يتعرض للضوء والظلام، وهي الآليات التي تعمل في منطقتين من الدماغ على وجه التحديد.
وقام مجموعة من الباحثين من مراكز بحث وجامعات أميركية، بنشر الدراسة على موقع “Pols One” المخصص للمواضيع العلمية.
التفسير العلمي
بينت الدراسة أن هناك علاقة بين اللوزة الدماغية وطريقة معالجة المشاعر وتنظيم استجابة الخوف لدينا.
وأضحت أن التعرض المعتدل للضوء يؤدي إلى كبت نشاط اللوزة بشكل أكبر من الضوء الخافت، بينما يؤجج التعرض للظلام هذه المنطقة.
بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن وجود الضوء يقوي الصلة بين اللوزة الدماغية والقشرة الأمامية الجبهية البطنية، وهي جزء آخر من الدماغ مرتبط بالتحكم في إحساسنا بالخوف.
واعتمدت الدراسة على تحليل فحوصات الدماغ بالرنين المغناطيسي الوظيفي لـ 23 شخصاً حيث تعرضوا لفترات 30 ثانية من الإضاءة الخافتة والمتوسطة، وكذلك الظلام، واستمرت عمليات المسح قرابة 30 دقيقة.
كما، تبين أن هناك اتصالاً وظيفياً أكبر بين اللوزة وقشرة الفص الجبهي البطني خلال الأوقات التي كانت الأضواء فيها مضاءة.
الضوء مهم لإدارة مراكز الخوف في الدماغ
بحسب الباحثين، أن الضوء يحافظ على تشغيل مراكز إدارة الخوف في الدماغ، بناءً على هذه العينة الصغيرة من المتطوعين.
كذلك، بينت أن العلاقة بين الضوء والظلام والنشاط في الدماغ راسخة، إذ تساعد التغييرات في الضوء على معرفة وقت النوم، ولها تأثير على مستويات اليقظة، ويمكن أن تؤثر على مزاج الأشخاص أيضاً.
ومن الممكن أن تكون القدرة على التحكم في التعرض للضوء، إحدى الطرق للتعامل مع هذا الرهاب المحدد، وفق الدراسة.
يذكر أن الضوء يستخدم في بعض العلاجات على نطاق واسع في حالات مثل الاكتئاب، على رغم أن العلماء لم يفهموا تماماً كيف أو لماذا تعمل الإضاءة، إلا حديثاً.
شاهد أيضاً: مستويات بروتينات العين تحدد مدى الإصابة بمرض ألزهايمر