تحذير من تداعيات تصاعد التشييد العمراني السعودي في مكة

جاكرتا

نددت الحملة العالمية لمنع تسييس الشعائر الدينية في السعودية اليوم الأحد بتصاعد أعمال التشييد العمراني الذي تتبناه المملكة في الأماكن الدينية خاصة في مكة المكرمة بما يهدد بطمس أثارها الإسلامية وإلغاء سياقها الحضاري العالمي.

وقالت الحملة العالمية التي تتخذ من جاكرتا مقرا لها في بيان صحفي، إن مشاريع التشييد العمراني السعودية في مكة تنذر بتجريدها من قداستها الدينية وتحويلها لمدينة سياحية ضخمة لأغراض استثمارية بحتة بعيدا عن مكانتها الروحية والأثرية.

وتعتبر مكة المكرمة من أقدس وأطهر البقاع لدى المسلمين، وتُلقب بأم القرى، وتضم العديد من العالم والآثار الإسلامية أهمها المسجد الحرام وهو أعظم مسجد في الإسلام ويقع في قلب المدينة.

واستأنفت السلطات السعودية منذ عدة أسابيع أعمال مشروع توسعة للمسجد الحرام تقول إنها تستهدف استقبال مليوني مصل داخل الحرم، بالإضافة إلى توسعة الساحات الخارجية ومناطق الخدمات الأساسية، مثل الكهرباء والتكييف والمياه التابعة للحرم.

وتعتبر هذه رابع عملية توسعة للحرم المكي خلال حكم آل سعود، وبدأت خلال عهد الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، لكنها توقفت في سبتمبر/أيلول 2015 بسبب حادث الرافعة.

وتقول منظمات حقوقية مختصة إن أعمال التوسعة السعودية في الأماكن الدينية خصوصا في مكة يمثل تغييرا للمعالم والشعائر الإسلامية وتشويه المشاهد الجمالية فيها لصالح استثمارات لأمراء ومسئولين سعوديين.

ومن المعروف أن الشقق الفخمة والغرف المطلة على الكعبة المشرفة في مكة التي تكلف بد أدنى 500 دولار أميركي لليلة واحدة، ما يطرح تساؤلاً حول ما يفترض أن يكون عليه المكان الوحيد الذي ينبغي أن يتساوى فيه المسلمون في العالم.

ونبهت الحملة العالمية لمنع تسييس الشعائر الدينية في السعودية إلى أن وتيرة التشييد العمراني الحالي من السلطات السعودية يخالف ما أقرته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” من معايير “واجب” اتباعها في تطوير الأماكن الأثرية في مكة على وجه التحديد التي لم يتم مراعاة سياقها التاريخي أو خصوصيتها الدينية المقدسة.

وأشارت إلى أن مكة تتحول تدريجيا إلى مدينة فنادق ضخمة مليئة بمراكز التسوق ومطاعم فاخرة وزوار فاحشي الثراء كانعكاس لبروز القيم الرأسمالية الاستهلاكية والسعي السعودي للكسب عبر تفعيل السياحة الدينية دون اعتبار للحفاظ على قدسية الأماكن الإسلامية.

وحسب تعريف اليونسكو للآثار الدينيّة والمواقع المقدسة فإن الآثار الدينية هي “أقدم المناطق الدينية التي لها قيمة حيوية في التنوع الثقافي والتي تستطيع أن تبرز روح ديانة معينة. وأن المواقع المقدسة هي تلك التي تمثل قيمة روحية خاصة للشعوب والمجتمعات المحليّة مهما مرت عليها القرون”.

وعليه شددت الحملة العالمية على أن أي عملية تخطيط عمراني لأي فراغ مُحيط بأثر أو  مبنى مقدس يجب أن يراعي أمرين، أولهما التعامل مع الرصيد التراثي للأثر، فلا تضيف للبيئة ما لا يتناسب مع طابعها أو يتناقض معه، والثاني مراعاة عملية التخطيط العمراني للسياق الحضاري العالمي وعدم العمل على إنهائه أو حتى إضعافه.

وطالبت الحملة السلطات السعودية بوقف التجاهل المتعمد للتراث العمراني والتاريخي والأثري للأماكن الإسلامية لاسيما أن عشرات المواقع التاريخية التي تؤرخ مرحلة ولادة الدين الإسلامي اختفت ما يتطلب تحركا لحماية القليل الذي تبقى.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
الوطن الخليجية